أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات دين بنوك وشركات خليجيات مغاربيات ثقافة رياضة اخبار خفيفة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

الركيبات تكتب: تحليل منظومي شامل لأزمة الكلاب الضالة.. الحلول الاستباقية أو التفاعلية؟


الدكتورة رشا الركيبات
باحثة علوم وسياسات نظام الأرض

الركيبات تكتب: تحليل منظومي شامل لأزمة الكلاب الضالة.. الحلول الاستباقية أو التفاعلية؟

الدكتورة رشا الركيبات
الدكتورة رشا الركيبات
باحثة علوم وسياسات نظام الأرض
مدار الساعة ـ

تتطلب إدارة قضية الكلاب الضالة في البيئات الحضرية تحليلاً يتجاوز مجرد جمع البيانات الإحصائية، وصولاً إلى فهم متعمق للجوانب الوبائية، والاجتماعية، والنفسية، والاقتصادية.

1. التحليل الوبائي والاجتماعي لأزمة الكلاب الضالة

يُعد الانتشار المتزايد للكلاب الضالة ظاهرة مقلقة تحولت إلى خطر يومي يهدد السلامة العامة في المدن والمناطق السكنية. وتؤكد الإحصاءات خطورة هذا الوضع؛ ففي المغرب، تسجل سنوياً ما بين 10 إلى 30 حالة وفاة بسبب الأمراض الفتاكة التي تنقلها الحيوانات، وتتسبب الكلاب وحدها بنسبة تصل إلى 88% من هذه الحالات. وفي الأردن، سجلت وزارة الصحة 5605 حالات عقر منذ بداية العام الحالي، غالبيتها من الكلاب بنسبة تتراوح بين 60% إلى 70%، بالإضافة إلى حالتي وفاة. وبحسب التقرير السنوي لحالة حقوق الإنسان في الأردن، بلغت حالات العقر العام الماضي (2024) 9345 حالة. في المقابل، بلغ عدد حالات العقر من قبل الكلاب خلال عام 2023، ما مقداره 7887 حالة. وأوصى التقرير، بإعادة النظر بالإجراءات والتدابير المتخذة من قبل الجهات المعنية للحد من ظاهرة الكلاب الضالة. وأكد أن هذه الظاهرة التي تنتشر في معظم مناطق الأردن، "تشكل تهديدا لسلامة المواطنين والمقيمين". تؤكد هذه الأرقام أن الأزمة تتطلب تحولاً جذرياً في الاستراتيجية المتبعة.

1.1 الحلول التفاعلية

اعتمدت العديد من البلديات في العقود الماضية على حلول الإبادة التفاعلية (Reactive Extinction Solutions)، وأبرزها القتل عبر القنص أو التسميم، كأداة للسيطرة السريعة على الأعداد. إلا أن الإجماع العلمي والبيطري يؤكد أن هذه الأساليب غير فعالة على المدى الطويل. ويصف الأطباء البيطريون القتل والتسميم بأنه "مخدر موضعي لا يحل المشكلة". والقرارات الدولية تحظر قتل الكلاب الضالة، مشجعةً على اللجوء إلى عمليات التعقيم كوسيلة بديلة ومستدامة.

تجدر الإشارة إلى أن الأردن قد تحول عن هذه الطرق، حيث أكدت أمانة عمان الكبرى تجنبها التسميم والقنص والتحول إلى برنامج ABC ، كما منعت وزارة الإدارة المحلية البلديات من إطلاق النار على الكلاب. والاعتماد على الإبادة الجماعية يخضع لما يُعرف بـ "نظرية الفراغ" (The Vacuum Effect). تفترض هذه النظرية أن إزالة مجموعة من الحيوانات من بيئة معينة تخلق فراغاً بيئياً فورياً، يتم ملؤه بسرعة إما بتكاثر سريع للحيوانات المتبقية التي تستفيد من وفرة الموارد، أو بهجرة كلاب جديدة من مناطق مجاورة. بالتالي، فإن القتل لا يحقق انخفاضاً مستداماً في عدد الكلاب على المدى الطويل، بل يفرض تكلفة متكررة على الحكومة دون تحقيق أي عائد وبائي فعلي، مما يمثل فشلاً مزدوجاً: أخلاقياً واقتصادياً.

2.1. الترابط البيئي

تعد مشكلة الكلاب الضالة مؤشراً على اختلالات أعمق في البيئة الحضرية، لاسيما في إدارة النفايات الصلبة. فالنفايات غير المدارة جيداً أو المتروكة قرب الحاويات توفر مصدراً غنياً ودائماً لغذاء الكلاب الضالة. هذا التوفر الغذائي يقلل من معدلات الوفيات ويزيد من معدلات الخصوبة والتكاثر، مما يغذي الأزمة السكانية بشكل مستمر.

يتأكد هذا التحليل العلمي من خلال دراسة الترابط البيئي الأوسع. فقد أشارت أبحاث إلى أن انهيار أعداد بعض الأنواع الأساسية في النظام البيئي، مثل النسور التي تتولى مهمة التخلص السريع من الجيف، يؤدي إلى توفير غذاء أكبر للكلاب الضالة. عندما تتراجع أعداد النسور، تتراكم الجيف في البيئة، مما يغذي مجموعات الكلاب والجرذان، الأمر الذي يترتب عليه زيادة في أعدادها وزيادة في فرص انتشار الأمراض الفتاكة، مثل داء الكلب، إلى الإنسان. وعليه، فإن مشكلة الكلاب الضالة ليست مجرد مشكلة حيوانية، بل هي نتيجة لأزمة بيئية شاملة وفشل في إدارة الموارد والتخلص من المخلفات.

3.1. الجوانب التشريعية والتنظيمية

يتطلب التحول إلى نهج علمي وجود حصر شامل لأعداد الكلاب، وتحديد دقيق للمواقع المعقمة، ونقاط الإطعام المرخصة. وهذا الحصر هو مسؤولية مشتركة بين وزارتي الصحة والزراعة. إن غياب الرقابة والشفافية في إنفاق الموارد، كما يحدث في برامج المكافحة العشوائية، يؤدي إلى استمرار الأزمة وعدم كفاءة الإنفاق العام. إن الشفافية والمساءلة ضروريتان لضمان أن المبالغ المصروفة على المكافحة تحقق هدفها الاستراتيجي بدلاً من أن تُهدر في حلول مؤقتة لا تُغير من الواقع الوبائي.

2. العبء النفسي غير المرئي

لقد أثارت الأزمة بُعداً إنسانياً عميقاً يتمثل في الخوف والقلق المتفشي بين السكان، وهو عبء نفسي غير مرئي يضاف إلى التكلفة المادية للأزمة. إن قيمة الإنسان الذي يعيش تحت وطأة الخوف والتوتر تتأثر بشكل مباشر بانتشار قطعان الكلاب الضالة.

1.2. رهاب الكلاب كاضطراب قلق حقيقي

إن التعرض المتكرر لمخاطر العقر أو مجرد رؤية كلب ضال عدواني يحول الخوف الغريزي الطبيعي إلى اضطراب قلق حقيقي يُعرف بـ "رهاب الكلاب" (Cynophobia). وهذا الاضطراب يتجاوز مجرد الانزعاج، إذ تظهر على المصابين به أعراض سريرية حادة تشمل تعرق اليدين، وتسارع ضربات القلب، وضيق التنفس، وغالباً ما يصل الأمر إلى حالة من "التجمد" والشلل عند اقتراب كلب.

يشكل الوجود المستمر للكلاب الضالة ضريبة نفسية يومية على جودة حياة المواطنين، خصوصاً الفئات الهشة مثل الأطفال، وكبار السن، ومرضى القلق. يحد الخوف المستمر من حرية الحركة، ويفرض على السكان تجنب طرق معينة أو أوقات محددة للخروج، مما يؤدي إلى إعاقة اجتماعية ووظيفية صامتة. هذا الإخفاق في توفير الأمان الأساسي يعد إخفاقاً للمؤسسات العامة في الحفاظ على الصحة النفسية للمجتمع.

2.2 التفاعلات السلوكية

تتأثر خطورة الموقف أيضاً بالتفاعل السلوكي بين الكلب والإنسان. تشير الدراسات العلمية إلى أن الكلاب، حتى الأليفة، يمكنها شم مشاعر التوتر والضغط النفسي لدى أصحابها. بناءً على هذا المبدأ، من المحتمل أن الكلاب الضالة، التي تتسم بحساسية عالية تجاه البيئة المحيطة بها، قد تدرك علامات الخوف الشديد والتوتر لدى المارة المصابين برهاب الكلاب.

هذا الإدراك للخوف قد لا يؤدي بالضرورة إلى تعاطف، بل قد يحفز سلوكاً دفاعياً أو عدوانياً من الكلب الضال، مما يزيد من احتمالية حدوث العقر. هذا التفاعل يخلق حلقة مفرغة، حيث يغذي القلق البشري خطر العقر، الذي بدوره يفاقم رهاب الكلاب المجتمعي، مما يزيد من العبء النفسي الإجمالي.

3. تحليل الأخطار الوبائية والسلوكية المتغيرة

يتطلب التحليل العلمي ربط الأزمة الحالية بالعوامل الزمنية والمناخية، وهو ما يكشف عن نقاط ضعف في السياسات العامة التي لا تأخذ في الحسبان السلوك الحيواني المتغير.

1.3. التوقيت الزمني وسلامة الطلاب

تم ربط قرار تثبيت التوقيت الصيفي بزيادة أخطار هجوم الكلاب الضالة. فقد تبنت إحدى اللجان النيابية مقترحاً يدعو إلى إعادة النظر في هذا القرار والعودة إلى التوقيت الشتوي، رابطة ذلك بسلامة المواطنين. والتحليل الوبائي يدعم هذا الربط.

تنشط الكلاب الضالة بشكل كبير في فترات الشفق (الغروب والفجر) للبحث عن الغذاء، لاسيما قرب مكبات النفايات. وعندما يتم تثبيت التوقيت الصيفي، يضطر الطلاب والعاملون للتوجه إلى المدارس وأماكن العمل في ساعات الصباح الباكر المظلمة. يخلق هذا التزامن "نافذة أخطار" وبائية جديدة، إذ تزيد احتمالية المواجهة المباشرة بين الطلاب وقطعـان الكلاب في ذروة نشاطها. يؤكد هذا الارتباط أن السياسات العامة (الاقتصادية أو الزمنية) يجب أن تقيّم تفاعلاتها السلوكية والبيئية لتجنب خلق أخطار صحية غير مقصودة.

2.3. تأثير العوامل البيئية على عدوانية الكلاب

تُظهر الأبحاث العلمية المتقدمة أن عدوانية الكلاب، وبالتالي معدلات العقر، ليست عشوائية، بل ترتبط بعوامل بيئية ومناخية محددة. وقد كشفت دراسة تحليلية شملت 69,525 هجوماً بالكلاب في ثماني مدن أمريكية عن نتائج كمية دقيقة:

- درجة الحرارة: ترتفع حوادث العقر بنسبة 4% في الأيام التي ترتفع فيها درجات الحرارة.

- الأشعة فوق البنفسجية: ترتفع حوادث العقر بنسبة 11% في الأيام التي ترتفع فيها مستويات الأشعة فوق البنفسجية (الأيام المشمسة).

- ملوثات الغلاف الجوي (الأوزون): ترتفع حوادث العقر بنسبة 3% في الأيام التي ترتفع فيها مستويات الأوزون.

- هطول الأمطار: تنخفض حوادث العقر بنسبة 1% في الأيام الماطرة.

تشير هذه النتائج إلى أن "العبء المجتمعي للحرارة الشديدة وتلوث الهواء يشمل أيضاً عدوان الحيوان". وهذا يفرض على أي استراتيجية لمكافحة الكلاب الضالة أن تكون موسمية ومرتبطة بالتنبؤات الجوية والظروف البيئية، بدلاً من العمل بأسلوب ثابت لا يستجيب لتغير السلوك الحيواني.

4. الهندسة الاقتصادية والمالية للأزمة

يتطلب النقد الموجه لغياب القيمة المضافة تحليلاً اقتصادياً دقيقاً يثبت أن الحلول الإنسانية والعلمية هي في الواقع الأكثر كفاءة مالياً. ويتمثل الفشل المالي في إنفاق مبالغ ضخمة على العلاج بدلاً من الوقاية.

1.4. مقارنة تكاليف النهج التفاعلي مقابل النهج الاستباقي

إن التكاليف التي تتحملها وزارة الصحة سنوياً لتوفير المصل العلاجي المضاد لداء الكلب تتراوح بين 4 و5 ملايين دينار. يُخصص هذا المبلغ لعلاج الأثر بدلاً من استثماره في إزالة جذور المشكلة.

إذا أضفنا التكلفة المباشرة لعلاج الإصابات نفسها (غير المصل)، بافتراض أن تكلفة علاج حالة العقر الواحدة تتراوح بين 350-700 دينار، فإن التعامل مع 5605 حالة عقر (2025) يتطلب إنفاقاً إضافياً يتراوح بين 1.96 مليون دينار (الحد الأدنى) و3.92 مليون دينار (الحد الأقصى). ويتراوح بين 3.54 مليون دينار (الحد الأدنى) و6.91 مليون دينار (الحد الأقصى) للتعامل مع 9867 حالة عقر خلال العام الماضي (2024)، ويتراوح بين 2.89 مليون دينار (الحد الأدنى) و5.77 مليون دينار (الحد الأقصى) للتعامل مع 8249 حالة عقر سجلت في عام 2023. وعليه، فإن التكلفة الإجمالية السنوية المباشرة للعلاج (الأمصال وعلاج الحالات) قد تتجاوز 10 ملايين دينار سنوياً.

في المقابل، يظهر نموذج الحل الاستباقي TNR هو اختصار لـ Trap–Neuter–Return، ويعني الإمساك – التعقيم – الإرجاع. وبإضافة التحصين Vaccinate تصبح Trap-Vaccinate-Neuter-Return TVNR استثمار منخفض التكلفة للغاية في مجال الصحة العامة والسلامة المجتمعية. فتكلفة تعقيم الحيوان الواحد لا تتجاوز 15 ديناراً. وبإضافة تكلفة التحصين ضد داء الكلب (جرعتان سنوياً بتكلفة 3 دنانير للجرعة الواحدة) والشريحة التعريفية (1 دينار)، تصبح التكلفة الإجمالية للوحدة في برنامج (TVNR) حوالي 22 ديناراً سنوياً. وحتى مع احتساب الكلفة التشغيلية (مصادر ذكرت 70 واخرى 100 دينار للحالة الواحدة).

إن المقارنة بين إنفاق 5-10 ملايين دينار سنوياً على الأمصال فقط، مقابل تكلفة 22-100 ديناراً للوقاية المستدامة، تكشف عن الحاجة لإعادة النظر في تخصيص الموارد. فميزانية الأمصال السنوية وحدها (5 مليون دينار) تكفي لتعقيم وتحصين ما يقارب 100 ألف كلباً في العام الواحد (إذا افترضنا 50 دينار لحالة الواحدة). هذا العدد يقارب تقديرات عدد الكلاب الضالة في المحافظات الكبرى، مثل إربد التي تُقدر فيها الأعداد بحوالي 100 ألف كلب ضال. هذا التباين الاقتصادي يثبت أن الحل الوقائي ليس أغلى، بل أكثر استدامة.

إذ يتضح من تحليل التكلفة والعائد الاجتماعي أن النهج الاستباقي (TVNR) يمثل استثمارًا لمرة واحدة يؤدي إلى خفض مستدام في التكاثر، مما يؤدي إلى خفض العدد بأكثر من 85% خلال خمس سنوات، ويحرر ملايين الدنانير من الإنفاق المستمر والمتزايد على الأمصال لتمويل البنية التحتية الوقائية.

5. الحلول المنهجية المتفوقة

لتقديم حلول تتفوق على أي مقترح تقليدي، يجب دمج العلم البيطري والرقمنة والهندسة المالية لإنشاء استراتيجية وطنية متكاملة.

1.5. نموذج (TVNR) المتكامل

الأساس العلمي لمكافحة الكلاب الضالة هو تطبيق نموذج (Trap-Vaccinate-Neuter-Return - TVNR) ويؤكد الأطباء البيطريون أن هذا النموذج هو الحل الرئيسي والوحيد المعتمد عالمياً. وأنه لتحقيق النجاح، يجب أن تُبنى خطة عمل واضحة المدى. تشير الدراسات والتجارب الدولية إلى أن خطة منهجية تبدأ في عام 2025، على سبيل المثال، يمكن أن تظهر أثرها بحلول عام 2030، بتحقيق انخفاض في أعداد الكلاب يتجاوز 85% خلال خمس سنوات. يتطلب هذا البرنامج إنشاء وتجهيز أماكن خاصة لتعقيم الحيوانات، بالإضافة إلى الحصر الدقيق وتحديد نقاط الإطعام المُرخصة.

2.5. الحلول الرقمية المبتكرة

تُقاس كفاءة برنامج التعقيم بقدرته على استهداف الكلاب غير المعقمة وتجنب تكرار العمليات. وهذا يتطلب إدارة بيانات دقيقة، وهي نقطة التفوق التكنولوجي المطلوبة.

عرضت في مؤتمرات دولية، منظمات أوكرانية نجاحها في استخدام أدوات مبتكرة وفعالة للغاية، تتمثل في آليات رقمية رخيصة لتسجيل ومراقبة الحيوانات المتشردة، وهي ما يُعرف بـ "الهوية الحيوانية" (Animal-ID).

يعمل نظام "الهوية الحيوانية" على تحويل عملية (TVNR) من جهد إنساني عشوائي إلى برنامج وبائي مُدار بالبيانات. يتم ربط كل كلب مُعقم بشريحة تعريفية ورقم تسلسلي (بتكلفة تقارب 1 دينار للشريحة). يتيح هذا النظام للبلديات والمتطوعين رصد حالة التعقيم والتحصين لكل حيوان في قاعدة بيانات موحدة، مما يزيد من الكفاءة الميدانية لعمليات التعقيم ويضمن توجيه الموارد نحو الأهداف غير المكتملة.

5.3 استراتيجيات التمويل المبتكر

أحد أكبر العوائق أمام البلديات هو ضعف الموازنات، إذ تصل الكلفة التقديرية لإنشاء مركز تعقيم وإيواء واحد على مستوى المحافظة إلى نحو نصف مليون دينار، عدا النفقات التشغيلية. يكمن الحل في ابتكار آليات تمويلية خارج الإطار التقليدي.

1. يمكن للحكومة أو البلديات إصدار سندات اجتماعية يتم فيها تحديد أهداف اجتماعية واضحة، مثل خفض معدل العقر أو انتشار داء الكلب بنسبة محددة. يتم تسديد عوائد المستثمرين في هذه السندات بناءً على تحقيق هذه النتائج الاجتماعية المحددة. هذا يحول تمويل برنامج TVNR من "تكلفة تشغيلية سنوية" إلى "استثمار اجتماعي"، مما يجذب رؤوس الأموال الخاصة نحو حل مشكلة الصحة العامة.

2. يمكن تفعيل الشراكات مع الجمعيات البيطرية والجمعيات المعنية بالرفق بالحيوان والمتطوعين.

3. يمكن اعتماد آليات التمويل الجماعي مع برامج "مطابقة التبرعات" (Matching Gifts)، حيث تتعهد الشركات والمؤسسات المالية بمضاعفة التبرعات التي يقدمها الجمهور، لزيادة القدرة التشغيلية لعيادات التعقيم بشكل كبير، وهو نموذج أثبت نجاحه دولياً في زيادة عدد عمليات التعقيم المنفذة يومياً.

6. التوصيات المنهجية والاستنتاجات النهائية

الكلاب الضالة قضية متعدد الأبعاد: البعد البيئي في إدارة النفايات، والمالي في توجيه الموارد نحو الوقاية، وتوفير الأمن النفسي الأساسي للمواطنين. والحلول التفاعلية هي حلول مكلفة وغير فعالة. يثبت التحليل العلمي المنهجي بما لا يدع مجالاً للشك أن الاستثمار في نموذج (TVNR) هو الأكثر جدوى اقتصادياً وإنسانياً.

إن تكلفة الوحدة للكلب الواحد، لتعقيمه وتحصينه، هي استثمار وقائي يعود بالسلامة المجتمعية. وفي المقابل، فإن تكلفة علاج حالة العقر الواحدة بالإضافة إلى ملايين الدنانير المنفقة سنوياً على الأمصال، تمثل إنفاقاً على معالجة الأعراض. والتحول من استراتيجية الرد على الكارثة إلى استراتيجية الاستثمار في الوقاية هو المسار الوحيد لتحقيق السيطرة الوبائية والمالية المستدامة. تتطلب معالجة قضية الكلاب الضالة استراتيجية وطنية متكاملة تستند إلى الوبائية الحضرية والمساءلة المالية. يجب أن يكون التحول من النهج التفاعلي إلى النموذج الاستباقي (TVNR) هو الأولوية المطلقة.

يتطلب توفير الأمان النفسي تدابير وقائية مكملة. يجب على المؤسسات العامة إدراج برامج توعية تهدف إلى تعليم المواطنين كيفية التعايش الآمن والحد من رهاب الكلاب (Cynophobia). يجب التشديد على أن أفضل تعامل مع الكلاب الضالة هو عدم إيذائها وعدم إطعامها بشكل عشوائي.

كما يجب على البلديات، في ضوء تحليل تأثير التوقيت الصيفي، تطبيق تدابير حماية إضافية في ساعات الصباح الباكر المظلمة، لاسيما في المناطق المحيطة بالمدارس، لحماية الطلاب والعاملين من خطر المواجهة مع الكلاب في أوقات ذروة نشاطها.

المصادر وقراءات اضافية:

1. الكلاب الضالة خطر يومي يهدد الأردنيين, https://albosala.com/

2. ظاهرة الكلاب الضالة تؤرق سكان المغرب - https://www.youtube.com/shorts/M8knswBxn78

3. “عناية”: حلول إنسانية وعلمية لمعالجة الكلاب الضالة بتكاليف معقولة - الوقائع الإخبارية، https://alwakaai.com/article/670942

4. الواقع المرير للكلاب والقطط الضالة هل من حلول إنسانية؟ - YouTube, https://www.youtube.com/embed/MhOp6QLvQog

5. مكافحة الحيوانات الضالة - شركة التنمية الدائمة المحدودة، https://ta-daima.com/

6. الخسائر الاجتماعية لانقراض الأنواع الأساسية: مثال من تراجع أعداد النسور في الهند - https://onewater.blue/article/the-social-costs-of-keystone-species-collapse-evidence-from-the-decline-of-vultures-3ee8d216?language=Arabic

7. د. أسعد مجدي يكشف حلول مبتكرة للسيطرة على الكلاب الضالة وإطعامهم بدون تغيير سلوكهم!، https://www.youtube.com/embed/Wq0Zji3Bfiw

8. الكلاب | الشرق الأوسط، https://aawsat.com/tagstopics/%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8?_wrapper_format=html&page=4

9. دراسة: الكلاب تشم مشاعر التوتر والضغط النفسي لدى أصحابها - الشرق الأوسط، https://aawsat.com/home/article/3902661/

10. "العمل النيابية" تقترح 5000 دينار تعويضاً لضحايا الكلاب الضالة وتطالب بخطة وطنية، https://royanews.tv/news/362597

11. احترس من الكلاب في فصل الصيف لهذا السبب العلمي! - النبأ،

https://www.elnabaa.net/997832

12. برنامج TNR: الحل الإنساني المستدام لإدارة كلاب الشوارع - صحة أليفك | Sehet Alifak, https://sehetalifak.com/trap-neuter-return-dogs-program/

13. مؤتمر دولي ناجح في مدريد حول قضية الكلاب الضالة - Party for the Animals, https://www.partyfortheanimals.com/ar/

14. مبادئ السندات االجتماعية إرشادات عملية طوعية إلصدار السندات االجتماعية حزيران - ICMA, https://www.icmagroup.org/assets/documents/Sustainable-finance/Translations/Arabic-SBP-2021_06-260122.pdf

15. حملة تعقيم الحيوانات – جمعية الرفق بالحيوان في مقاطعة سونوما، https://humanesocietysoco.org/ar/give/spay-neuter-campaign

16. ارتفاع حالات عقر الكلاب في الأردن خلال عام 2024 - السبيل

مدار الساعة ـ