أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات دين بنوك وشركات خليجيات مغاربيات اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

العتوم يكتب: وسام (روسكي مير) مشكور


د. حسام العتوم

العتوم يكتب: وسام (روسكي مير) مشكور

مدار الساعة ـ

تميز لقاء صندوق ومؤسسة (روسكي – مير) بتاريخ 20 وحتى 23 أكتوبر 2025 مع نشطاء الدول المشاركة بحجم الحضور الجيد الذي بلغ أكثر من 1000 مشارك مثلوا 105 دولة عالمية، وحمل رسالة واضحة عنوانها " روسيا ليست في عزلة، وهي داعية سلام، ومحبة، وحوار بين الدول، والشعوب، والحضارات، ومانعة لاندلاع حرب ثالثة مدمرة). ويقود المؤسسة الصندوق اليوم السيد الكسندر سيرقييفيج أليموف بنجاح ملاحظ، يساعده طاقم إداري يعمل على شكل خلية نشطة متحركة،و من أهم شخصياته السيدة سفيتلانا شيرباكوفا التي تبذل جهودا مضنية على مدار الساعة لأنجاح فعاليات الصندوق المتتابعة منذ التأسيس. واللقاء الذي أنهى أعماله قبل أيام ارتكز على جهود كبيرة ترسخت على مدار سنين طويلة سابقة. والمعروف، هو أن الصندوق المؤسسة تأسس عام 2007 بمبادرة مباشرة من رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين،و بدعم قوي من سيادته وعلى أكثر من مستوى. ومثل هكذا مؤسسة تشكل إلى جانب غيرها داخل روسيا توجها هاما في مسار الدبلوماسية الشعبية، تساندها مؤسسات هامة مثل (التعاون الروسي)، ومؤسسة (يفغيني بريماكوف).

ولقد بدأ الصندوق / المؤسسة أعماله عبر التاريخ المعاصر بمشاركة جموع من خريجي المعاهد والجامعات الروسية، وبجهد مباشر للنائب البروفيسور فيجيسلاف نيكانوف، والبروفيسور المرحومة لودميلا فيربيتسكايا، وتحت شعار (العالم سوف يتحدث باللغة الروسية) . ولقد رصد الصندوق وجود أكثر من 300 مليون أنسان في العالم يتحدثون اللغة الروسية التي تعتبر واحدة من أهم لغات العالم والمعترف بها في الأمم المتحدة. وبطبيعة الحال، فإن شعار الصندوق هذا لسنوات عديدة وحتى الان حماسي ووطني وعاطفي يصعب تحقيقة على أرض الواقع بسهولة، ويحتاج لقرون قادمة، خاصة إذا ما عرفنا بأن عدد سكان العالم الان وصل إلى حوالي 9 مليار إنسان وبزيادة سكانية ملاحظة. لكن محبة روسيا والوفاء لها هو الطاغي على أعمالها. وكما قال الرئيس بوتين، فإنه لا يتصور العالم من دون روسيا، الدولة والقطب الميزان بين شرق وغرب العالم، وقائدة توجه عالم متعدد الأقطاب الذي يمثل شرق وجنوب العالم وينفتح على الغرب، والعازم على إلغاء أحادية القطب وتغوله على أقطاب العالم ودمج قيادته في تعددية الأقطاب.

وتتعامل روسيا مع كافة أقطار العالم بتوازن كبير،و تتعاون مع الدول الكبيرة والصغيرة على حد سواء، وتقر بوجود أكثر من دولة عظمى مثل (الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا الاتحادية، والصين الشعبية، والهند).

ولقد أسعدني إختيار صندوق / مؤسسة روسكي – مير لي لتكريمي وسط الحضور العربي والعالمي بوسامها لجهدي في نشر اللغة الروسية، وفي توضيح السياسة الروسية وسط الرأي العام الأردني والعربي. ولموقفي الثابت والواضح من عدالة قضية روسيا في أوكرانيا في الحرب الدفاعية، التحريرية، وفي السلام. وروسيا التي أعرفها ودرست فيها حضارة وتاريخ، وحاضر مزدهر، ومستقبل واعد مشرق. وهي لا تهاب التحديات والصعاب،و لم تهاجم جهة ما يوما، لكنها تحارب عندما تفرض الحرب عليها ، وتحقق النصر الأكيد من دون تردد، وتماما كما قال الرئيس بوتين سابقا (إذا وقع القتال أضرب أولا).و لقد اعتادت روسيا على تطبيق مسار السلام وسط الحروب التي تفرض عليها، ومثلي هنا حرب نابليون وسلام عام 1807 بين القيصر الكسندر الأول ونابليون بونابارت، وانتصرت روسيا فيها، والحرب العالمية الثانية 1941/ 1945، ومحاولة توقيع السلام بين دول الحلفاء ودول المحور عام 1919 في قصر فرساي بفرنسا ،وانتصار روسيا السوفيتية على النازية الألمانية عسكريا.

والحرب الأوكرانية شيوعا لم تبدأ من موسكو، وإنما من وسط العاصمة (كييف) وانقلابها عام 2014 بعد اختراق اللوجستيا الغربية - الأمريكية لثوراتها البرتقالية ولحراكها البنديري المتطرف الذي رفع شعار الأصلاح زورا. وارتكزت روسيا على صناديق الاقتراع الرافضة للهيمنة الغربية، واستخدمت روسيا مادة ميثاق الأمم المتحدة رقم 751،و استندت على اتفاقية انهيار الاتحاد السوفيتي المانعة للتحالفات المعادية ، ورغم وقوف خمسون دولة غربية مع نظام (كييف) لأسباب لا علاقة لها بسيادة أوكرانيا بقدر ما لها علاقة بديمومة الحرب الباردة وسباق التسلح واستنزاف روسيا وجيشها. ولقد حررت روسيا بعد ثلاث سنوات على الحرب والعملية الخاصة التحريرية بتاريخ 24 شباط 2022، 5000 كلم وحوالي 300 تجمع سكاني، ولم تتمكن (كييف) العاصمة وتحالفها الغربي من تحرير شبر واحد من الاراضي التي حررتها روسيا. ومحاولات روسيا تجاه توقيع السلام كانت ماثلة دائما انطلاقا من اتفاقية (مينسك 2015)، ومرورا بأنقرة عام 2022، وانتهاء بأسطنبول عام 2025.

تحرص مؤسسة روسكي مير على الحفاظ على التراث الثقافي الروسي في الخارج، ونشر الأدب الروسي، وتعزيز العلاقات العلمية والثقافية والتعليمية في الخارج، ودعم البحث العلمي والأدبي الخاص بالثقافة الروسية، والمحافظة على اللغة الروسية وسط المواطنين الروس. وسبق لصندوق روسكي مير أن عقد لقاءات عديدة في مدينة سوتشي وموسكو،و في اللقاء رقم 17 أعطت فرصة لمشاهدة ميدان صناعة الافلام الروسية حيث يتردد الممثلون الروس الكبار. وموسكو العاصمة وكل البلاد الروسية جميلة في كل الفصول، وتستقبل ضيوفها بكرم كبير وتحرص على أمنهم الشخصي. وتقود روسكي مير برامجا عديدة وتقدم منحا مالية. وتعمل حاليا تحت مظلة وزارة الخارجية، ويشترك بأعمالها وزارات التعليم والثقافة والعلوم والاتصالات.

تعرفنا أكثر على صندوق ومؤسسة روسكي مير ذات الطابع الدافيء في مواصلة بناء العلاقات مع خريجي المعاهد والجامعات الروسية ومتابعة انجازاتهم العلمية ونجاحاتهم ووفائهم لروسيا الدولة الصديقة لهم،و الحاضنة لمسيرتهم العلمية والأكاديمية والأبداعية. والمؤسسة اجتماعية، وإعلامية، وسياسية، ودبلوماسية، تحقق نجلحات كبيرة في مجالات دعم اللغة الروسية في العالم، وفي توضيح صورة روسيا الدولة العظمى العادلة،و في مواجهة الاشاعات المغرضة الغربية الصنع حولها وكل ما له علاقة بالفوبيا الروسية، أي التخويف غير المبرر من روسيا الناهضة والمزدهرة والباحثة عن مستقبل أمن للعالم.

مدار الساعة ـ