لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين بأبناء وبنات الكرك حمل رسائل عميقة وواضحة، وأعاد التأكيد على نهج القيادة الهاشمية في التواصل المباشر مع المواطنين في الميدان، والاستماع إليهم بلا حواجز، وتوجيه الحكومة نحو التنفيذ الملموس بعيدًا عن الخطط النظرية.

جلالته وضع عنوان اللقاء بكلمته “التخطيط الجيد مطلوب، لكن الأهم هو التنفيذ على الأرض”، وهي رسالة صريحة لكل مؤسسات الدولة بأن المواطن ينتظر الأثر الفعلي للمشروعات، لا الوعود، وأن الكرك بما تحمله من رمزية وطنية وتاريخية يجب أن تكون أنموذجًا في التنمية المتوازنة.

توجيهات جلالته بإنشاء مشروع "تلفريك الكرك" تمثل نقلة نوعية في التفكير التنموي، إذ لا تقتصر على الجانب السياحي فحسب، بل تمتد لخلق فرص عمل للشباب وتحريك عجلة الاقتصاد المحلي.

كما أن اهتمامه بإحياء المدينة القديمة وربط القلاع والمسارات السياحية يعكس رؤية ملكية شاملة لإعادة الحياة إلى المحافظات من خلال الاستثمار في التراث والهوية.

أيضًا تأكيد جلالته على دور الدبلوماسية الأردنية في الدفاع عن قضايا الأمة، خصوصًا القضية الفلسطينية، وتأكيده أن “صوت الأردن دائمًا مسموع”، وهو تأكيد على المكانة التي رسخها الأردن دوليًا بفضل قيادته الحكيمة.

كما أن حديث الحضور من مختلف القطاعات عكس ثراء المجتمع الكركي وتنوع اهتماماته، من الزراعة والسياحة إلى الشباب والمرأة والرياضة، فيما أظهرت ردود الحكومة والديوان الملكي التزامًا واضحًا بمتابعة المشاريع والمبادرات وتحديد الأولويات، وهو ما نعتبره خطوة في الاتجاه الصحيح يجب مراقبتها وتقييمها ميدانيًا.

ومن هنا، لا بد من الإشادة بالدور الفاعل الذي يقوم به دولة رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، الذي ترجم التوجيهات الملكية إلى عمل ميداني حقيقي، وكان من أوائل من أعادوا إحياء تقليد عقد جلسات مجلس الوزراء في المحافظات، حيث عقد أول اجتماع للحكومة في الكرك قبل نحو عام، وخرج برؤية تنموية واضحة تُنفذ اليوم على أرض الواقع.

وزياراته المتكررة للمحافظة ومتابعته المستمرة للمشاريع، تعكس التزامًا جادًا بنهج العمل الميداني، وتجسد روح الفريق الواحد بين القيادة والحكومة والشعب.

إننا كنّواب نثمّن هذه الجهود، ونؤكد أن مسؤوليتنا تكمُن في الرقابة والدعم، لضمان أن تتحول التوجيهات الملكية إلى واقع ملموس في حياة المواطن في الكرك وسائر المحافظات، وفي كل شبر من أرض الوطن.

فالأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، يواصل العمل والإنجاز، والتنمية المتوازنة، وشعاره: الوطن أولاً، والميدان دائماً هو المقياس.