التلفريك في الكرك.. رحلة حلم تُكتب بخطى ملكية

مدار الساعة - كتبت: مروة الطبور - في محافظة الكرك، حيث تمتزج الطبيعة الخلابة بالجبال الشاهقة، يلوح في الأفق مشروع يحمل بين مساراته الحديدية أكثر من مجرد وسيلة نقل: التلفريك الملكي الذي سيجمع بين الجمال الطبيعي والتنمية المستدامة، وبين حلم الشباب وطموح الوطن.

زيارة الملك عبدالله الثاني الأخيرة للكرك، لتفقد المشاريع الشبابية والرياضية، لم تكن مجرد جولة رسمية، بل كانت تأكيداً على رؤية قيادية تؤمن بأن الاستثمار في الإنسان والمكان يصنع المستقبل. ومن هذا المنطلق، يأتي مشروع التلفريك ليكون علامة فارقة على خارطة التنمية، ليس فقط كإنجاز هندسي، بل كرمز للتواصل بين المدن والمواطنين، ونافذة سياحية تجذب كل من يطمح إلى اكتشاف جمال الأردن من منظور جديد.

كل عامود في مسار التلفريك، وكل كابل يمتد بين قمم الجبال، يروي قصة إصرار وإبداع وعزيمة وطنية. فالهدف ليس مجرد النقل بين نقطة وأخرى، بل خلق تجربة متكاملة تعكس روح الأردن النابضة بالحياة، وفرصه للشباب، وأهمية المشاريع التي تربط بين الإنسان والطبيعة.

هذا المشروع، بمتنزهاته المرتقبة ومراحله المتقدمة، سيوفر فرص عمل للشباب، ويشجع على النشاط السياحي والثقافي في محافظة الكرك، ويجعل من كل رحلة عبر التلفريك لحظة تأمل واندماج مع جمال الطبيعة الأردنية.

زيارة الملك وتوجيهاته المستمرة تؤكد أن كل مشروع وطني يُبنى بالحب والعناية، ويُزرع في قلب المواطن قبل الأرض. التلفريك في الكرك ليس مجرد فكرة، بل حلم يتحقق، ورسالة أمل للمستقبل، وتجربة تُعيد تعريف العلاقة بين الإنسان ووطنه.

في النهاية، سيكون التلفريك أكثر من رحلة؛ سيكون رمزاً للأردن الذي يرفع طموحاته فوق القمم، ويربط بين الماضي والحاضر والمستقبل، وبين القلوب والطبيعة، بروح قيادية لا تعرف المستحيل.