من تراب كاد فيضان الفساد ان يبتلعه، ومن وسط الزحام الاداري المتردي المفتعل، أراد الله أن يبعث للفوسفات غيمة ممطرة في عز الصيف، غسلت الشوائب، وجلت الغمة، فعاد صيفها كشتائها، وأضاءت حبات ترابها فغدت اليوم في عالم الإقتصاد معجزة، وفي علم الإدارة نهضة، فسابقت الزمن، حتى اصبحت للاقتصاد الوطني داخلياً وخارجياً رَوحٌ ورَيحان.

بسم الله بدت الحكاية، وبما شاء الله تجاوزت البداية، فزفّت إدارتها المُحكمة للقرار، والمستحكمة خلف جدار بعدم العودة للوراء، فأي جدار إداري هذا الذي كان؟.

جدار وطني بامتياز، يبتسم للنجاح، فحول دموع الحزن ذات يوم إلى انبهار ومنجزات.

(418) مليون دينار ارباحها بالربع الثالث بعد الضريبة، وهي في عالم الإقتصاد أرباح قياسية، تقف خلفها إدارة متحزمة بالوعي الوطني، والفكر البناّء، فامتزجا بخلية اضاءت دروباً كان من الممكن أن تبقى مُعتمة لولا الخوف من يوم تشخص فيها الأبصار الى منتقم جباّر.

فكل ربع انتاج تأخذنا الفوسفات معها إلى عالم الانبهار،فنحلق معها إلى السماء بلا أجنحة، حيث أظهرت البيانات المالية للشركة، ارتفاع إجمالي الأرباح قبل الضريبة إلى نحو (622.5) مليون دينار، مقارنة بذات الربع من العام الماضي البالغة ( 490.4) مليون دينار ، وهو إنجاز اقتصادي كبير، وقفزة تجارية هائلة، وواحدة من أقوى النتائج التي سجّلتها الشركة منذ نشأتها والى اليوم.

أرباح خيالية، قفزة عالمية، مؤشرات وطنية، رافد رئيس للخزينة،جدارٌ إداري مُحكم، فتلك العناوين الجذابة والمبهرة ما كانت لتكون لولا توفر القيادة الواعية لمركب الفوسفات، والرؤية المستقبلية لسفينة الإنتاج.

فشكراً لربان السفينة الدكتور محمد الذنيبات والذي أصبح شئنا ام أبينا كغيمة حُبلى محملة بالأمطار فوق كل ارض داستها أقدامه بعد أن كانت يابسة جرداء.

واذا كنت يا ذنيبات تنظر لوزارة التربية والتعليم أثناء المرور من أمامها وانت طالب بهيبة كما ينظر الجندي للقائد، فستنظر الاجيال القادمة عند مرورها من أمام الفوسفات ومشاريعها إليك بذات الهيبة .

فشكراً لكل من جدّف بسفينة الإنتاج لتصل إلى شاطىء الإبداع ممثلة بالرئيس التنفيذي المهندس عبد الوهاب الرواد، وطاقم الإنتاج في المركز والميدان مدراء ومهندسين وفنيين وسائقين.

وصدق المتنبي حين قال بكم ذات يوم:

وكلّ امرئٍ يُولي الجميلَ مُحبَّبٌ

وكلُّ مكانٍ يُنبِت العزَّ طيّبُ