كأكاديمية في كلية الطب اشعر بالفخر والاعتزاز بطلبتي الذين يقودون مساحات واسعة من العمل التطوعي المتخصص في الشأن الطبي التوعوي او في مجالات التطوع المختلفة، ولعل هذه السمة وإن كنت ألاحظها على طلابنا في جامعة اليرموك إلا أنها تبدو عامة في كل الجامعات الأردنية.
إذ يقود طلاب الطب في هذه الجامعات مبادرات عنوانها الإنسان مستمدين رؤيتهم ورسالتهم من ثقافة أردنية خالصة تسعى لأن يكون وطننا الأكثر تميزا في المنطقة ومجتمعنا هو الأكثر استقرارا.فهؤلاء الطلبة عرفوا ان الطب رسالة إنسانية و ليس فقط تخصصا يسعون فيه لإنهاء سنواتهم الدراسية،فهُم يرسمون معالم الغد ويخوضون طريق المستقبل ليكونوا قوة التغيير الاجتماعي و سفراء للوعي الصحي في مجتمعاتهم.والذي دفعني للكتابة عن هذه الصورة هو شعور الفخر الذي راودني وهم يجسدون قيم الإنسانية من خلال قيادتهم لحملات توعوية عن سرطان الثدي، والصحة النفسية، والإسعافات الأولية، والتبرع بالأعضاء، وغيرها من القضايا الصحية التي تمس حياتنا اليومية، مؤكدين انهم يحملون مسؤولية بناء مجتمع أكثر صحة و وعيا.فهذه المبادرات ليست مجرد نشاطات تطوعية فحسب، بل هي جزء من نضوج الطبيب المستقبلي وفهمه العميق لرسالته الإنسانية، ويتعلمون من خلالها مهارات القيادة، والعمل الجماعي، والتواصل الفعّال مع المجتمع، وهي مهارات لا تمنحها الكتب وحدها ولا تُدرّس بقاعات المحاضرات بالضرورة وهي في جوهرها تعزز روح الانتماء فيهم، والإحساس بالمسؤولية، ويصنعون فيها جسورا متينة بين الجامعة والمجتمع.إن هذه المبادرات و ما يقوم به طلاب الطب اليوم هو استثمار في إنسان الغد الذي نراهن عليه وهي البرهان أن الجامعات لم تحد عن أهدافها الوطنية مع التعليم ، بل أنها ما زالت تمد الوطن بقادة يحملون مسؤولية التغيير بوعيٍ، وشغفٍ، وانتماءٍ حقيقي للوطن والإنسان. ولا بد من التأكيد على أن شبابنا ممن يخوضون معارك الوعي والتطوع كلهم ومن مختلف التخصصات والمجالات يستحقون منا كل الدعم ليكونوا قادرين على العطاء بكل حب و مسؤولية.الزعبي تكتب: أطباؤنا الشباب يسطرون مسيرتهم بالانتماء والعطاء
مدار الساعة  ـ