أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات دين بنوك وشركات خليجيات مغاربيات ثقافة رياضة اخبار خفيفة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

القرالة يكتب: الكرك كما العاصمة في عيون الهاشميين


محمد بسام القرالة

القرالة يكتب: الكرك كما العاصمة في عيون الهاشميين

مدار الساعة ـ
القرالة يكتب: الكرك كما العاصمة في

حين يحلّ الملك ضيفاً على الكرك، لا تكون الزيارة مجرد محطة في جدول مزدحم، بل وقفة مع التاريخ والمكان والإنسان.

الكرك، المدينة التي تفيض بالعزّ، تفتح أبوابها على مصراعيها لجلالته، كما لو أنها تقول: نحن على العهد باقون، أوفياء كما كنا، نبادلكم الحب بالحب والوفاء بالوفاء.

زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني لمدينة الكرك لم تكن زيارة عابرة، بل مشهداً وطنياً تتقاطع فيه الرسائل والمواقف، وتنبض بروح القيادة الهاشمية التي عوّدت الأردنيين على أن تكون قريبة من الناس، حاضرة في تفاصيلهم، مستمعة لهم، ومتابعة لقضاياهم.

فحديث الملك أمام المسؤولين لم يأتِ بروتوكولياً،بل بحزم القائد المؤمن أن المسؤولية تكليف لا تشريف، وأن الواجب الوطني لا يُقاس بالألقاب، بل بما يُقدم للوطن من عمل وإنجاز.

وقد شهدت الزيارة في يومها ذاته افتتاح مدينة الكرك الرياضية، وافتتاح أحد المصانع الإنتاجية الجديدة، إلى جانب مدرسة حديثة تُجسّد اهتمام الملك بتطوير التعليم كرافعةٍ للتنمية.

وهي مشاريع تحمل دلالات واضحة على أن التنمية في فكر جلالته ليست شعارات أو خططًا مؤجلة، بل إنجازات تُترجم على الأرض وتنعكس مباشرة على حياة الناس.

وفي لفتة ملكية تعبّر عن عمق الرؤية وعدالة التوزيع، وجّه جلالته بإنشاء تلفريك في الكرك بدلاً من عمان، ليؤكد أن الكرك كما العاصمة في عيون الهاشميين، وأن التنمية ليست حكرًا على مركزٍ دون آخر، بل حق لكل بقعة من هذا الوطن العزيز.

هي رسالة تختصر فلسفة الحكم الهاشمي؛ أن الكرامة لا تُقاس بالموقع الجغرافي، بل بصدق الانتماء وسعة الأفق.

لقد كان الملك، كعادته، صريحاً وواضحاً،يتحدث بلغة الإنجاز، لا بلغة الوعود.

فالكرك اليوم، وهي تستعيد حضورها في الوجدان الرسمي، تترقب مرحلة جديدة من العمل الجاد، عنوانها “المتابعة والتنفيذ”، لا “التصريحات والتبرير”.

فما قاله الملك ليس للتداول الإعلامي، بل خارطة طريقٍ لكل مسؤول يدرك أن موقعه تكليف من قائد لا يرضى إلا بالكمال للوطن.

ولم تكن هذه الزيارة إلا امتداداً لتاريخ هاشمي نقيّ ممتد من عبدالله الأول إلى عبدالله الثاني، تاريخ صاغ هوية الدولة الأردنية بالعدل والحكمة، ورسّخ في وجدان الأردنيين أن العرش الهاشمي ليس سلطة، بل رسالة وموقف وشرف خدمة الأمة.

ومن الكرك، جدد الملك العهد مع أبناء وطنه على أن الأردن سيبقى قوياً بقيادته الهاشمية الراسخة، وأن التنمية والعدالة هما العنوان القادم لمرحلة جديدة من العمل الميداني الحقيقي.

هي الكرك.. مدينة الوفاء والعزّ، التي كانت وما زالت في قلب الملك، كما العاصمة تمامًا في عيون الهاشميين.

ومنها تُكتب فصول جديدة في قصة الوطن، الذي لا تزيده الأيام إلا رسوخًا وشموخًا، ما دام قائده عبدالله الثاني بن الحسين، سليل المجد، ووارث نهج الهاشميين الذين ما توانوا يومًا عن حمل رسالة الحق والعدل والكرامة.

حفظ الله الأردن، وحفظ قائده المفدى، وأدام على هذا الوطن نعمة الأمن والعزّ والهيبة

مدار الساعة ـ