أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات مغاربيات دين بنوك وشركات خليجيات اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

الزعبي يكتب: الصورة ابلغ من الكلام ولا تصف حجم المشهد المهيب

مدار الساعة,مناسبات أردنية,الملكة رانيا العبدالله,الملك عبدالله الثاني,ولي العهد,الملكة رانيا,الحسين بن عبدالله الثاني
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة - كتب الدكتور خالد المنصور الزعبي - جلالتها اليوم في قاعة امتلأت بآلاف الشباب من أكثر من مئة وتسعين دولة.

وقفت جلالة الملكة رانيا العبدالله متحدثة إلى العالم من على منصة قمة One Young World في مدينة ميونخ الألمانية لم تكن كلماتها خطابا بروتوكوليا أو مجاملة دبلوماسية بل كانت نداء إنسانيا صادقاً موجهاً إلى جيل يتأرجح بين الأمل واليأس وإلى عالم أنهكته الحروب وأعياه الصمت الدولي على المجازر بحق الاخوة و الأشقاء الفلسطينيين.

تحدثت جلالتها مستندة على مواقف جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم و ولي العهد بصدق وقوة عن وجع غزة وعن الجرح العميق في ضمير الإنسانية مؤكدة أن الفظائع لم تقع من فراغ بل كانت نتيجة مباشرة لصمت العالم وتقاعسه وقالت (إن الكراهية لا تزدهر وحدها بل تحتاج إلى حليف هو اللامبالاة تلك التي تطيل عمر الظلم عبر تنازلات صغيرة متتالية تؤدي إلى سقوط أخلاقي صامت). كانت كلماتها كحد السيف تصيب جوهر الحقيقة وتوقظ وتلامس الواقع الذي فرضه الكيان .

جلالتها لم تترك المنصة محملة بالحزن فقط بل منحت الحاضرين وملايين المتابعين حول العالم جرعة من الأمل حين تحدثت عن ولادة حركة عالمية مؤيدة للحق الفلسطيني وصفتها بأنها الأضخم في الذاكرة الحديثة حركة قادها الشباب من اكثر الدول أنفسهم بشغفهم وعدالتهم الفطرية وإحساسهم بالإنسانية قالت لهم ( الأمل ليس تفاؤلا ساذجاً بل شجاعة تتحدى اليأس والحب أقوى من الكراهية ووجع القلب هو ( ثمن اليقظة ) .

من يستمع إلى الملكة رانيا يدرك أن خطابها لا يُكتب على الورق بل يُصاغ ويفسر كطريق لحل الأزمات من خلال تجربة عميقة وإيمان راسخ لدى العائلة الهاشمية وبأن الشباب هم من يعول عليهم سيدنا في بناء المستقبل بقيادة ولي العهد الامين .

إن العطاء الذي لا ينضب فمنذ سنوات طويلة وهي تحمل راية التعليم وتمكين المرأة والشباب من خلال مبادرات رائدة مثل مدرستي وإدراك وغيرها مؤكدة أن التنمية ليست مشاريع مادية فقط بل بناء و وعي ومسؤولية وقيم تزرع ويعاد صياغة البعض منها .

مؤتمر القمة الشبابية التي شهدتها المانيا والعالم اكمل كان لوقع كلمة جلالتها مساحة حوار عالمية ورسائل عميقه تحمل في طياتها الكثير من الدلائل حول المستقبل وحول ما يمكن أن يقدمه جيل جديد من حلول وأفكار في مواجهة أزمات الدول وان الأردنيين كعادتها لم تكتف بالحضور الرمزي بل خاطبت العقول والقلوب معاً فوضعت أمام الشباب مرآة التحدي والبناء و تعكس حقيقة العالم وبثت فيهم روح المثابره وحفزتهم على أن يكونوا ضمير الإنسانية الجديد .

لقد كانت كلمة ام الأردنيين الملكة رانيا العبدالله ام الحسين منعطف في الرأي العام العالمي مستندةً على مواقف جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم و ولي العهد الامين .

استمرارًا للنهج الهاشمي الأصيل في دعم الشباب وتمكينهم فالقيادة الهاشمية منذ فجر التأسيس للدوله الأردنية آمنت بأن الشباب هم عماد المستقبل ومحرك النهضة والرفعة من جلالة الملك عبدالله الثاني الذي جعل من الشباب محور رؤيته للإصلاح والتحديث إلى سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني الذي يقود جيلا شابا يؤمن بالعمل والإنجاز وصولا إلى جلالة الملكة رانيا التي حولت إيمانها بالشباب إلى مبادرات حقيقية في التعليم والمجتمع الوطني .

هذه هي رسالة النبي محمد صلى عليك وسلم في العطاء و البناء والإيمان بالشباب والذي يثبت أن مستقبل الأردن والعالم العربي يبدأ من الإنسان الواعي ومن الإيمان بأن الأمل الحقيقي يصنعه الشباب.

حمى الله الاردن قيادة وشعباً.


مدار الساعة ـ