أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب مجتمع أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة جاهات واعراس مستثمرون شهادة الموقف مناسبات جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

خميس تكتب: هل يكفينا موت الطغاة؟


تمارا خميس

خميس تكتب: هل يكفينا موت الطغاة؟

مدار الساعة ـ

هل فعلا فكرة الموت الحتمي وعدل الله في الآخرة تمنح أرواحنا شفاءً حين يسقط أحد مسوخ الفساد وصناع الشرور، من جعلوا الارض مسرحا للحروب والناس وقودا للمطامع؟؟

مات ديك تشيني…

اسم قد لا يعني شيئا للأجيال الجديدة، لكنه بالنسبة لتاريخ منطقتنا يعني الكثير. الرجل الذي كذب على العالم، وساقه إلى واحدة من أفظع الحروب في التاريخ الحديث، في عهد ادارة بوش الابن بعد الكذبة الاشهر عقب احداث ( التاسع من سبتمبر).. حرك خيوط الحرب من وراء الستار، وباع الخوف للعالم كسلعة جاهزة لتبرير الغزو والدمار، وتحول “الأمن القومي الأميركي” إلى تذكرة عبور للحروب في كل مكان.

عندما نقول “كذبة تشيني"، فإننا نشير الى واحدة من اشهر واخطر (كذبات المبررات السياسية)، مفادها، أن العراق يشكل تهديداً وشيكاً، بامتلاك أسلحة دمار شامل، و ربط العراق بالإرهاب بلا دليل.

فعبّد طريق الاعلام جيدا و بنى روايته الكاملة لتبرير حرب سميت “حربا وقائية”, كأن الدمار استباق للسلام…!!فأصبح الغزو مشروعا شرعا..

خرج الأميركيون يومها يظنون أنهم ذاهبون لمحاربة الشر، لكنهم لم يجدوا شيئا، لا أسلحة، ولا تهديد.. وعادوا بعد سنوات محملين بالندم، بعدما اكتشفوا أن “الشر”، هو الذي باعهم إياه تشيني..فدفعت اثمانها أجيال كاملة من العرب، والعراقيين خصوصًا والجنود الامريكيين انفسهم…لتصنع مآسي لا تزال تحصد حتى اليوم…

نعم، كان يلقب ب “المهندس الصامت" أو "السيد الظل" فقد كان يدير اللعبة من وراء ستار، يتبنى صياغة مبررات قرارات مصيرية، ليكشف بعدها "ما نحن نعلمه مسبقا" كالعادة،،،.

ما فعله تشيني بالأمس، يتكرر اليوم بنفس الصياغة، تعاد صناعة الأكاذيب نفسها: “الأمن القومي”، “مكافحة الإرهاب”، “حقّ الدفاع عن النفس” الخ..

اللغة ذاتها لتكون فتيل ما يجري في غزة، وتلميع الدماء المسكوبة في السودان، سياسات تدخل قديمة تطل برأسها في كل مرة لتقدم الخراب على هيئة ضرورة سياسية..

اذا؛ عقيدة ونهج امريكي قديم جديد: اصنع الكارثة لتسويغ التدخل، ثم اسفك الدماء بإسم الارهاب الديني والطائفي لتدعي تحقيق السلام، لتنهب باسم الاستقرار.. على أيادي مجرمين بلقلب "رجل الدولة".

نحن نعلم أن الموضوع لا ينحصر في اسم او شخص او سياسة،، بل هي سلسلة ممتدة من صناع الشر الذين تقتات مصالحهم على دم الشعوب.

قد يموت أحدهم اليوم، لكن فكرته ما زالت تتكاثر بين أروقة السلطة، ودهاليز القرار، ومكاتب المال.

فهل يمنحنا رحيل رجل واحد منهم قليلا من الراحة؟ ربما لا،،لكننا نعلم أن عدل الله لا يغيب، وأن التاريخ مهما طال صمته لا ينسى أسماء الذين جعلوا الأرض تئن..فكل سقوطٍ لطاغية، يذكرنا أن الكرسي لا يورث، وأن العدالة مهما تأخرت،، ستتحقق

مدار الساعة ـ