أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة جاهات واعراس مستثمرون شهادة الموقف مناسبات جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

‏إلى مصطفى الرواشدة (صورة)

مدار الساعة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,مصطفى الرواشدة,وزير الثقافة
مدار الساعة ـ
حجم الخط

‏مدار الساعة - كتب : محمد عبدالكريم الزيود - ‏توقفت كثيرا عند هذه الصورة، كم فيها من العاطفة والإنسانية والوفاء، وأنا أرى والدة الفنان الراحل فارس عوض وهي تتسلّم درعا تكريميا من معالي وزير الثقافة الأستاذ مصطفى الرواشدة قبل أيام في قريته "مليح"، والتي كرّمت ابنها المبدع بعد سنوات من رحيله ..

‏تلك قبلة تكريم لأم أنجبت فارس، ورغم رحيله المبكر، فقد ترك إرثا إبداعيا كبيرا في الأغنية الأردنية، رحل ذات أيلول كعادة المبدعين الأردنيين الذين رحلوا مبكرا؛ عرار وتيسير سبول وحبيب الزيودي وعقاب العجرمي ومتعب الصقار.. وكلهم رحلوا ولم يصلوا للخمسين.. وكأنه كتب على أبناء القرى والبوادي أن تودع أبناءها مع نسمات التشارين حيث يرحل الغيم تاركا شتاءً يلامس أرضا لم ترتوِ منهم أبدا.

‏لست في صدد مدح وزير الثقافة، ولا أحتاج منه شيئاً، لكنه أردني حقاً، وهو من كرّم الثقافة الأردنية، وذهب للمبدعين لبيوتهم؛ ذهب لعلي عبيد الساعي في الخالدية ولمحمود الزيودي في غريسا، ولحامد المبيضين في زحوم ولحامد… النوايسة في مؤاب، ذهب إليهم، ولم يستدعِهم لمكتبه ليتصوّر معهم .. ذهب يسلّم عليهم ويقول لهم نحن نتذكركم ونقدر ما قدمتم وأنتم اليوم يثقلكم المرض والتعب. مثلما كرّم حبيب الزيودي في بيته في العالوك، وفارس عوض في مليح.

‏كنت أرى مصطفى الرواشدة في عشية أيام الربيع العربي في شوارع عمان يقود حشود المعلمين، لم يكسر لوح زجاج، ولم يقذف شرطي بحجر، لكنه حمل رسالة من منحوه ثقتهم، وظل أردنيا في المنبت والفكر ، ومدرسة في الوطنية التي درسها وعلمها في صفوف المدارس.

‏قبل أيام رأيته ينشر صورة لجدارية على جانبي جسر على طريق المطار، رُسم عليها من التطريز الفلكوري الأردني، وكُتب فيها أبياتا من قصيدة حبيب الزيودي:

‏"صباح الخير يا عمان يا حنّة على حنّة

‏ويا دار بناها العزّ لا هانت ولا هِنّا …" ..

‏هذا الاحتفاء بالثقافة والمثقفين الأردنيين قلّما تراه من وزير .. فقد مرّ على الوزارة وزراء لم يخرجوا من مكاتبهم، وبعضهم ظل وفيّاً لنخبته وشّلته، وكان يرى نفسه أكبر من المبدعين.. لكن مصطفى ابن "عيّ" حمل الوزارة وذهب بها إلى الرويشد ووادي عربة وإلى العالوك وغريسا ومليح والخالدية.

‏مرة أخرى كتبت وفاء لصورة أم فارس ولمعالي الوزير الوفيّ للثقافة وللمبدعين وللأردن العظيم.


مدار الساعة ـ