أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب مجتمع أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة جاهات واعراس مستثمرون شهادة الموقف مناسبات جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

الغويري يكتب: من الفن إلى البرلمان.. رحلة وعي ومسؤولية


سلامة الغويري

الغويري يكتب: من الفن إلى البرلمان.. رحلة وعي ومسؤولية

مدار الساعة ـ

منذ صغري، وجدت في الفن مساحة رحبة للتعبير عن أفكاري ومشاعري، لكنه لم يكن كافيًا لتلبية شغفي بالمجتمع والسياسة. فالفن بالنسبة لي ليس مجرد لوحة أو مسرح، بل لغة تعكس نبض الناس وتوثّق همومهم. وعندما علمت عن مشروع الزمالة البرلمانية المنفذ من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، شعرت أن هذه فرصة نادرة لأربط بين عالميْن أحبّهما: الفن والسياسة.

تم اختياري من بين آلاف المتقدمين من مختلف أنحاء المملكة الأردنية الهاشمية، وكانت لحظة أعادت إليّ الإيمان بأن الجهد والشغف يؤتيان ثمارهما دائمًا. واليوم، وأنا في المرحلة النظرية من المشروع، أعيش تجربة مختلفة تمامًا، أتعرف فيها على آليات عمل البرلمان الأردني، وأساليب صنع القرار، ومراقبة السياسات العامة، من منظور عملي يعزز فهمي للمسؤولية الوطنية.

كوني طالبًا في الفنون، أرى أن الإبداع لا يقتصر على الألوان والخطوط، بل يمكن أن يمتد ليشكل فهمًا أعمق للسياسة، ويساهم في إيجاد حلول مبتكرة لقضايا المجتمع. ولعلّ لوحة “Guernica” للفنان الإسباني بابلو بيكاسو تجسد ذلك بوضوح، إذ حوّل بيكاسو الألم الإنساني إلى عمل فني خالد يُدين الحرب والظلم، ليبرهن أن الفن قادر على أن يكون صرخة ضمير سياسي وإنساني في آنٍ واحد.

لقد أكّد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، في أكثر من مناسبة، على أهمية تمكين الشباب سياسيًا وإشراكهم في صناعة القرار، لأنهم عماد المستقبل ومحرك التغيير. وهذا المشروع يجسّد رؤية جلالته عمليًا، من خلال بناء قدرات الشباب وتأهيلهم للمشاركة الفاعلة في الحياة العامة.

الزمالة البرلمانية بالنسبة لي ليست مجرد مرحلة تعليمية، بل تجربة وعي ومسؤولية تُثري شخصيتي وتوسّع آفاقي، وتمنحني دافعًا للاستمرار في التعلم والتأمل خلال هذه المرحلة النظرية التي أعيشها بشغف كبير. فكل خطوة أخطوها الآن، مهما بدت صغيرة، تمهد الطريق نحو تأثير حقيقي في المستقبل.

وفي الختام، أتوجه بجزيل الشكر والتقدير إلى صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وإلى جميع القائمين على مشروع الزمالة البرلمانية، على جهودهم في دعم الشباب وتمكينهم من المشاركة في خدمة وطنهم، ليكونوا كما أرادهم جلالة الملك: شركاء في الإصلاح، وصناعًا للمستقبل.

مدار الساعة ـ