أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة شهادة الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون جامعات خليجيات مغاربيات دين بنوك وشركات اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

خريسات يكتب: عمان عصية على الغدر.. في ذكرى التفجيرات


د. يوسف خريسات

خريسات يكتب: عمان عصية على الغدر.. في ذكرى التفجيرات

مدار الساعة ـ

في ذكرى تفجيرات عمّان، لا نستعيد الحزن بقدر ما نستعيد المعنى. فذلك اليوم الذي أرادوا به كسرنا، صار يومًا وطنيًا في الذاكرة، نقرأ فيه قصة الأردن كما هي: بلدٌ يتألم، لكنه لا ينهزم.

حين دوّى الانفجار في قلب المدينة، لم يختبئ أحد خلف المكاتب. نزل الملك إلى الميدان، يضمد جراح الناس ويقرأ في عيونهم صمود الوطن. كان قلقًا على الأردنيين، لكنه لم يعرف الخوف. فالقائد الذي يخاف لا يصمد، أما الملك فكان على يقينٍ أن هذا الشعب حزام الظهر وسرّ البقاء.

كانت عمّان تشتعل حزناً، لكن في كل شارعٍ كان ثمة أردنيٌ يرفع رأسه ليقول: “لن ننكسر”.

الأجهزة الأمنية تحرس التفاصيل بصبرٍ وشرف، والمواطنون يسيرون في وسط البلد بخطى واثقة، كأنهم يشيّعون الخوف نفسه. لقد تحوّل الألم إلى مشهدٍ من النخوة، والدمع إلى قسمٍ جديد بأن تبقى هذه الأرض عصيّة على الفوضى.

في تلك الساعات الثقيلة، تجلّى الأردن على صورته الحقيقية:

ملكٌ يقف في الصف الأول،

رجال أمنٍ يحمون العاصفة،

وشعبٌ يردّ الجرح بالوعي، لا بالضجيج.

لقد علّمتنا التجربة أن القلق لا يعني الضعف، بل الإحساس العميق بالمسؤولية. وأن الصمود ليس شعارًا يُقال، بل فعلًا يُعاش في أدق لحظات الخطر.

الأردن الذي نجا من النار، لم ينجُ صدفة، بل لأن فيه نخوةً لا تُشترى، وإيمانًا لا يُكسَر، وقيادةً تعرف أن الدولة تُبنى بالثقة، لا بالخوف.

وهكذا...

تبقى عمّان، كما أرادها شهداؤها وملكها وشعبها.

مدينةً من ضوءٍ ووجعٍ وكرامة.

تكتب بالدم معنى الحياة.

وتهمس للأيام القادمة

قد نتألم، لكننا لا ننحني.

حمى الله الأردن وقيادته الحكيمة

مدار الساعة ـ