في زمن يتسارع فيه التنافس الاقتصادي الإقليمي والدولي، يبرز القليل من النماذج التي تجمع بين قوة الاستثمار، والالتزام الوطني، والمسؤولية الاجتماعية. ومن بين هؤلاء يبرز اسم المهندس زياد المناصير كأحد أعمدة الاقتصاد الأردني المعاصر، وأحد الشخصيات التي أثبتت عبر سنوات طويلة أنّ القطاع الخاص يمكن أن يكون شريكًا أصيلًا في التنمية، ومساهمًا حقيقيًا في رفعة البلد وخدمة مجتمعه.
يكاد كل من يزور محطات الوقود التابعة لمجموعة المناصير يشعر بأنه في منشأة ضمن دولة أوروبية من حيث الاحترام المهني الذي يبديه الموظفون للزبائن، والالتزام الصارم بالسلامة العامة والنظافة، وتنظيم حركة المركبات أثناء التعبئة، إضافة إلى الزي الرسمي الموحد الذي يمنح المنشأة هوية مهنية حضارية متكاملة. هذا السلوك المؤسسي يعكس مدرسة إدارية راسخة وضع أسسها المناصير وأصبحت جزءًا من ثقافة العمل داخل المجموعة.وحتى على الطرق الخارجية، تترك شاحنات وناقلات المجموعة انطباعًا مميزًا من خلال السير ضمن السرعات القانونية، واحترام قواعد المرور، ومنح الأولوية للمركبات الصغيرة، والاستخدام الصحيح للإشارات الضوئية، مع وجود معلومات واضحة على كل ناقلة تتيح للناس تقديم الشكاوى والمتابعة. هذه التفاصيل البسيطة تصنع أثرًا كبيرًا في رفع مستوى السلامة المرورية وتعزيز صورة الشركة.تعمل مجموعة المناصير في قطاعات اقتصادية حيوية تشمل الطاقة والمشتقات النفطية، والإسمنت، ومواد البناء، والمعادن، والنقل، والزراعة، والصناعات الكيماوية. وقد أسهمت هذه المنظومة المتنوعة في توفير آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، وتعزيز القدرة الإنتاجية الوطنية، وإيجاد بدائل محلية لمنتجات كانت تستورد من الخارج، إضافة إلى دورها الكبير في تنشيط الصادرات والحد من العجز التجاري. وبذلك أصبحت المجموعة لاعبًا اقتصاديًا محوريًا في الأردن.ولم يقتصر تأثير المهندس زياد المناصير على الجانب الاستثماري، بل امتد إلى العمل المجتمعي والخيري من خلال دعم الحملات الوطنية، وتمويل المؤتمرات العلمية، ورعاية المبادرات الشبابية والإبداعية، والمساهمة في معالجة العديد من الحالات الإنسانية. هذه الجهود تأتي ضمن رؤية واضحة للمسؤولية الاجتماعية، وتتسم بالاستمرارية والفعالية.وفي الأزمات والمناسبات الطارئة، تظهر بصمته الوطنية بوضوح، إذ تُسخّر مجموعة المناصير آلياتها الثقيلة من جرافات وشاحنات وناقلات لدعم وزارة الأشغال وغرف الطوارئ والبلديات، خصوصًا خلال المنخفضات الثلجية الكبرى. وقد بات هذا الدور عنصرًا أساسياً من منظومة الاستجابة السريعة التي تعتمد عليها المحافظات للحفاظ على انسيابية الطرق وحماية المواطنين.ورغم الحجم الضخم لأعماله، يبقى المهندس زياد المناصير مثالًا للتواضع والقرب من الناس. لا يبحث عن الأضواء، ولا عن الدعاية الشخصية، بل يترك لأعماله ولسلوك موظفيه أن يعبّروا عنه. أما منظومته الإدارية، فهي مدرسة حديثة في الانضباط والجودة واحترام الإنسان، وتقدم نموذجًا متكاملًا يمكن أن يستفيد منه القطاعان العام والخاص في الأردن.إن استحضار تجربة زياد المناصير هو تذكير بأن النجاح ليس مجرد أرقام واستثمارات، بل هو ثقافة متكاملة تُبنى على الالتزام، والانضباط، والمسؤولية، والاحترام، والإيمان بقدرات أبناء الوطن. وفي بلد بحجم الأردن، نحتاج بالفعل إلى مثل هذه النماذج التي تثبت أن التنمية مشروع مشترك، وأن القطاع الخاص قادر على أن يكون رافعة رئيسية في مسيرة النهضة الوطنية.الفرجات يكتب: زياد المناصير.. رجل يصنع نموذجًا أردنيًا يُحتذى في الإدارة والاقتصاد والخدمة العامة
أ.د محمد الفرجات
الفرجات يكتب: زياد المناصير.. رجل يصنع نموذجًا أردنيًا يُحتذى في الإدارة والاقتصاد والخدمة العامة
مدار الساعة ـ