مدار الساعة - نظّمت هيئة شباب كلنا الأردن، الذراع الشبابي لصندوق الملك عبد الله الثاني للتنمية، بالتعاون مع وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة من خلال برنامج محطات المستقبل، ندوة حوارية بعنوان "المرأة الأردنية وريادة الأعمال"، ضمن فعاليات أسبوع الريادة العالمي، بهدف إبراز الدور المتنامي للمرأة الأردنية في دعم الاقتصاد الوطني والمجتمع، وتسليط الضوء على قصص النجاح والتحديات التي تواجه الرياديات في مسيرتهن العملية.
افتتحت الندوة المهندسة راية أبو سمره من وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة، مؤكدة أن تمكين المرأة الريادية يشكل أحد الأعمدة الرئيسة في استراتيجية التحول الرقمي والاقتصادي في الأردن.وأشارت إلى أن السنوات الأخيرة شهدت قفزة نوعية في مشاركة النساء في ريادة الأعمال، حيث ارتفعت النسبة من 11% عام 2023 إلى 20% عام 2024، بفضل السياسات الحكومية وبرامج الدعم والتدريب والتمويل.وبيّنت أن المرأة الأردنية الريادية تمتاز بخصائص متميزة مثل التعليم الجيد، والمرونة، والقدرة على ابتكار حلول تنموية مستدامة، مؤكدة أن البيئة الريادية في الأردن أصبحت أكثر دعمًا بفضل انتشار الحاضنات والمسرّعات والبرامج الجامعية المتخصصة.وفي المقابل، أوضحت أن أبرز التحديات التي ما زالت تواجه النساء تتمثل في صعوبة الوصول إلى التمويل، وضغوط الأدوار الأسرية، وبعض الإجراءات البيروقراطية، داعية إلى تكاتف الجهود لتذليلها، ومشددة على أن تمكين المرأة اقتصادياً ضرورة وطنية تعزز النمو المستدام.من جانبه، تحدث الدكتور عمار الرجوب، الأكاديمي والباحث في مجال التنمية وريادة الأعمال، حول مفهوم التمكين الذاتي، موضحًا أن الريادة تبدأ من الإيمان بالذات والقدرة على التغيير والمبادرة.وأشار إلى أن نجاح المشاريع الريادية يمر بعدة مراحل تبدأ من الفكرة وتنتهي بالأثر المجتمعي، مؤكدًا أن التكنولوجيا أصبحت اليوم أداة المرأة الأساسية للتمكين والوصول للأسواق، وأن الاستثمار في المعرفة الرقمية والتعليم المستمر يعدّ الركيزة الأهم لنجاح الرياديات.كما دعا إلى توسيع برامج التدريب الريادي في المحافظات، وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص لبناء منظومة دعم شاملة للنساء.أما المحامية ميسم أبو جزر، فقد ركزت على الإطار القانوني لتمكين المرأة الريادية، مشيرة إلى التطور الواضح في التشريعات الأردنية التي تعزز مشاركة النساء في الاقتصاد، مثل قوانين العمل والضمان الاجتماعي وحماية الملكية الفكرية.كما استعرضت الجهود الحكومية ومنظمات المجتمع المدني التي تقدم استشارات قانونية ودعمًا مجانياً لرياديات الأعمال، مشددة على أهمية رفع الوعي القانوني لدى النساء لحماية مشاريعهن واستدامتها.وطرحت مجموعة من قصص النجاح لنساء أردنيات استطعن تأسيس مشاريع متميزة في مجالات التكنولوجيا والتعليم والصناعات اليدوية، مؤكدة أن المرأة الأردنية أثبتت قدرتها على الابتكار والقيادة رغم مختلف التحديات.واختُتمت الندوة بنقاش تفاعلي بين الحضور والمتحدثين، تضمن توصيات عملية لتعزيز بيئة ريادة الأعمال النسائية، وزيادة الوعي الرقمي والقانوني، وإشراك المرأة في صياغة السياسات الاقتصادية.وقد عبّر المشاركون عن تقديرهم لهذه الفعالية التي تبرز دور المرأة كشريك فاعل في التنمية المستدامة وبناء اقتصاد وطني متوازن قائم على الإبداع والمبادرة.المرأة الأردنية وريادة الأعمال في صدارة أسبوع الريادة العالمي
مدار الساعة ـ
