أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة مستثمرون شهادة الموقف مناسبات جاهات واعراس جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

نهاية 'شهر العسل': وارن بافيت يتخلى عن خطة توزيع ثروته القديمة... ما البديل؟

مدار الساعة,أخبار خفيفة ومنوعة
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة -في خطوة تعكس مراجعة عميقة لمسيرته في العطاء، أعلن الملياردير الأمريكي وارن بافيت أنه يغيّر خطته لتوزيع ثروته التي تُقدّر بنحو 150 مليار دولار، مؤكدًا أن الزمن لم يعد في صفه. ففي رسالة حديثة إلى المساهمين، كتب بافيت عبارة تلخّص نظرته الجديدة إلى الحياة والعمل الخيري: "لن تدوم فترة شهر العسل إلى الأبد" — إشارة إلى رغبته في تسريع وتيرة التبرعات وتمكين أبنائه من إدارة إرثه الخيري بينما لا يزالون في أوج عطائهم.

واعلن بافيت أنه يعيد النظر في الطريقة التي سيصرف بها جزءاً كبيراً من ثروته، وتقدر ثروة بافيت الآن بنحو 150 مليار دولار وفق مؤشر بلومبيرغ للمليارديرات، وفي سن الخامسة والتسعين، أقرّ بأن بعض خططه الخيرية السابقة لم تسر كما كان يتصور.

في رسالة إلى المساهمين نُشرت يوم الاثنين، كتب بافيت أنه جرّب في الماضي مبادرات خيرية ضخمة، لكنها لم تُثمر دائماً، مضيفاً أن هناك «عمليات نقل ثروات غير مدروسة» بسبب سياسات خاطئة أو قرارات عائلية أو حتى أعمال خيرية غير كفؤة أو غريبة الأطوار. لذلك قرر بدلًا من خطة مركزية واحدة أن يوزع الجزء الأكبر من ثروته المتبقية عبر مؤسسات خيرية يديرها أبناؤه الثلاثة، ليتيح لهم توزيع نحو 500 مليون دولار سنوياً، وفقا لموقع "fortune".

شملت المنح الأخيرة التي أعلنها وارن بافيت تبرعا بقيمة 750 مليون دولار من أسهمه لمؤسسة سوزان تومسون بافيت وهي المنظمة التي تحمل اسم زوجته الراحلة وتقدّم منحا دراسية لطلاب الجامعات في نبراسكا، بالإضافة إلى 250 مليون دولار من الأسهم لكل مؤسسة من مؤسسات أبنائه الثلاثة: مؤسسة شيروود التي تديرها ابنته سوزي وتهدف إلى تحسين جودة الحياة في نبراسكا، ومؤسسة هوارد جي. بافيت التي تركّز على الأمن الغذائي، وتخفيف النزاعات، ومكافحة الاتجار بالبشر، ومؤسسة نوفو التي يديرها ابنه بيتر وتدعم المجتمعات المهمّشة تاريخيًا.

وقال بافيت إن أبناءه، الذين تبلغ أعمارهم الآن 72 و70 و67 عاما، في ذروة عطائهم من حيث الخبرة والحكمة، وهم الأقدر على إدارة ثروته وتوجيهها بينما لا يزالون في كامل نشاطهم وحيويتهم. ومع ذلك، أقرّ بأن طول عمره عجّل بالحاجة إلى اتخاذ خطوات عملية، موضحًا سبب قراره بتسريع وتيرة منح التبرعات خلال حياته بقوله: "لن تدوم فترة شهر العسل هذه إلى الأبد".

ورغم هذه التحويلات، لا ينوِي بافيت التخلي فورا عن كامل حصته في بيركشاير هاثاواي؛ فقد صرّح بأنه ينوي الاحتفاظ بكمية كبيرة من أسهم الفئة أ إلى أن يتسلم خليفته المُكلَّف، جريج آبل، إدارة الشركة بكاملها.

ماذا عن تعهد العطاء؟

يثير قرار بافيت تساؤلات حول مستقبل "تعهد العطاء" الذي أسسه مع بيل وميليندا غيتس عام 2010، والذي كان يدعو الأغنياء إلى التبرع بما لا يقل عن 50% من ثرواتهم.

تعهد بافيت نفسه بالتبرع بأكثر من 99% من ثروته خلال حياته أو بعد وفاته. لكن تقريرا لمعهد دراسات السياسات هذا العام أشار إلى أن عدداً قليلاً فقط من الموقعين التزموا فعلاً بالتبرع بنصف ثرواتهم؛ إذ إن تراكم الثروات لدى كثير من المليارديرات فاق سرعة التبرعات.

حتى الآن، بلغت تبرعات بافيت الإجمالية أكثر من 60 مليار دولار، معظمها لمؤسسة غيتس التي تُعنى بمكافحة الفقر والأمراض وعدم المساواة.

بيد أن تقارير حديثة تحدثت عن تباعد في العلاقة بين بافيت وبيل غيتس، وذكر بعضها أن بافيت أعرب عن مخاوف من أن تصبح المؤسسة بيروقراطية. بعد طلاق بيل وميليندا غيتس في 2021 استقال بافيت من مجلس إدارة المؤسسة، الذي تقلّص حينها إلى ثلاثة أعضاء.

بينما تعجّل بعض المليارديرات مثل ماكنزي سكوت في إعطاء مبالغ كبيرة وبسرعة واسعة، يظهر آخرون مثل إيلون ماسك الذي يُوشك على أن يصبح أول تريليونير في العالم تردُّداً أو تحفظًا في الإعلان عن التزاماتٍ سخية واضحة.


مدار الساعة ـ