أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة الموقف جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

في اللحظات الأخيرة: الخير ينتصر... رجل يكشف أين خبأ (الشيء المفقود) قبل 57 عاماً

مدار الساعة,أخبار خفيفة ومنوعة
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة -في قصة إنسانية لافتة تعود جذورها إلى ستينات القرن الماضي، كشف رجل فنلندي يبلغ من العمر 78 عاماً عن سرّ احتفظ به طوال 57 عاماً، بعد أن قرر أخيراً مواجهة ماضيه والتكفير عن خطأ ظلّ يطارده معظم حياته.

وتعود تفاصيل الحادثة إلى عام 1968، حين كان كاري فالدين، شاباً في الحادية والعشرين يمر بمرحلة مضطربة عقب إنهاء خدمته العسكرية وانفصال زواجي مبكر جعله يعيش حالة من الضياع، وفي أحد أيام ذلك العام، دخل فالدين كابينة هاتف عامة في سوق بمدينة لاهتي لإجراء مكالمة، ليجد محفظة تحوي 280 ماركاً فنلندياً، وهو مبلغ يعادل اليوم نحو 500 دولار.

وبدلاً من تسليم المحفظة أو محاولة العثور على صاحبها، قرر الشاب آنذاك أخذ المال وترك المحفظة فارغة داخل الكابينة، وبحسب فالدين، فقد غمره شعور فوري بالذنب دفعه للعودة بعد دقائق، إلا أنه لم يمتلك الشجاعة لإعادة المال، وألقى بالمحفظة في بالوعة مجاري لإخفاء الدليل، ومنذ تلك اللحظة، تحوّل الأمر إلى سر ثقيل لازمه عبر مراحل حياته المختلفة.

ومع مرور السنوات، تزايد شعور فالدين بوخز الضمير، خاصة بعد أن أصبح أباً وجدّاً وشهد ظروفاً صعبة لأسر عديدة حوله، وبعد ما يقرب من ستة عقود، قرر أخيراً مواجهة هذه القصة القديمة علناً، قائلاً إنه "لم يعد قادراً على حمل هذا العبء".

وقام فالدين بحساب القيمة الحالية للمبلغ المسروق، وأضاف إليه جزءاً إضافياً ليرتفع إلى نحو 900 دولار، تبرع بها لمأوى النساء والأطفال في مدينة لاهتي، في خطوة وصفها بأنها محاولة لتعويض الشخص المجهول الذي فقد محفظته قبل سنوات طويلة، آملاً أن تصل المساعدة إلى من قد يكون في حاجة مشابهة لما تخيّله عن ذلك الشخص.

وفي اعترافه العلني الذي نشرته وسائل إعلام فنلندية، قال فالدين: "إذا وصلت هذه القصة إلى صاحب المال الحقيقي، أريد أن يعرف أنني آسف بصدق. تعلمت أن التفكير المتأني قبل اتخاذ أي قرار هو أمر ضروري، لأن بعض الأخطاء لا يمكن إصلاحها بسهولة. الذنب، مهما بدا بسيطاً، قد يرافق الإنسان مدى الحياة".

ولاقت القصة تفاعلاً واسعاً داخل فنلندا وخارجها، حيث أشاد كثيرون بشجاعة فالدين في الاعتراف، مؤكدين أن قصته تمثل تذكيراً مؤثراً بأهمية الأمانة، وأن تصحيح الأخطاء يظل ممكناً مهما طال الزمن.

وتبقى هوية صاحب المحفظة مجهولة حتى اليوم، إلا أن فالدين يأمل بأن تمنحه خطوته قدراً من السلام الداخلي الذي افتقده منذ عام 1968.


مدار الساعة ـ