أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب مجتمع أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة جاهات واعراس مستثمرون شهادة الموقف مناسبات جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

طائرات 'بحجم البعوض': الجيل القادم من الطائرات العسكرية المتناهية الصغر والأكثر قدرة على التخفي

مدار الساعة,أخبار التكنولوجيا، التقنيات
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة -أعلنت شركات دفاعية حول العالم عن تطوير جيل جديد من الطائرات العسكرية المسيّرة الصغيرة جداً، والتي قد تصل في المستقبل إلى حجم البعوضة، لتصبح أكثر قدرة على التخفي وأكثر صعوبة في رصدها وإسقاطها في ميادين القتال.

ويأتي هذا التطور مع تزايد اعتماد الجيوش على الطائرات غير المأهولة لتوفير المعلومات الاستخباراتية وتنفيذ عمليات دقيقة، بعد أن أثبتت الطائرات المسيّرة الكبيرة مثل MQ‑1 بريداتور وMQ‑9 ريبر جدواها في الحروب الحديثة، بما في ذلك الحرب على الإرهاب والحرب الروسية‑الأوكرانية، وسمحت التكنولوجيا المتقدمة بتصغير الطائرات المسيّرة، مما يجعلها أرخص وأسهل في الاستخدام وأصعب في الاكتشاف.

من أبرز الأمثلة على هذه الطائرات الصغيرة طائرة Teledyne FLIR Black Hornet Nano، والتي يمكن حملها في راحة اليد، وتتميز هذه الطائرة بقدرتها على نقل فيديو مباشر نهاراً وليلاً، وتقديم صور حرارية، إلى جانب القدرة على الطيران لنحو 30 دقيقة والاتصال لاسلكياً لمسافة تصل إلى 1.9 ميل، ويمكن نشرها في أقل من 20 ثانية، كما يمكنها العمل عبر الطيار الآلي للوصول إلى نقاط محددة مسبقاً، وفقا ل slashgear.

وتأتي هذه الطائرات ضمن ما يُعرف بـ«الميكرو درونز» أو «نانو درونز»، التي رغم صغر حجمها، تقدم إمكانيات واسعة في جمع المعلومات الاستخباراتية، وتعمل كمضاعف قوة للقوات على الأرض دون الحاجة إلى تعريض الجنود للخطر، ورغم أنها ليست مخصصة للضربات المباشرة، فإن بعض التطبيقات المستقبلية قد تشمل هجمات محدودة ضد الاتصالات أو المكونات الحساسة في المباني، ما يجعلها أداة استراتيجية محتملة في الحروب الحضرية المستقبلية.

كما يمكن تعزيز قدرة هذه الطائرات على التخفي عبر تقليل الضوضاء وإضافة مواد ماصة للرادار، مما يسمح لها بالعمل ضمن أسراب دون الكشف عنها بسهولة، ويشير الخبراء إلى أن هذه التكنولوجيا قد تفتح الباب لتطوير المزيد من الطائرات المسيّرة الأصغر حجماً وأكثر صعوبة في الاكتشاف، ما يشكل ثورة في أساليب الحروب الحديثة.

وتؤكد شركات الدفاع أن المستقبل العسكري سيشهد مزيداً من الاعتماد على الطائرات الصغيرة غير المأهولة، رغم التحديات المرتبطة باستخدام أعداد كبيرة منها، ومن المتوقع أن تستمر الجيوش في تعديل استراتيجياتها لمواكبة هذا التطور، لتضمن الاستفادة القصوى من القدرات الاستخباراتية والهجومية لهذه الطائرات الصغيرة.

بدأت فكرة الطائرات المسيّرة، المعروفة باسم «الدرونز»، في أوائل القرن العشرين كأدوات تدريبية للجيش، كان الهدف الرئيسي منها محاكاة الطائرات المهاجمة لتدريب الدفاعات الجوية على الرماية بدقة، وظهرت أولى التجارب الناجحة في عشرينات القرن الماضي في الولايات المتحدة، حيث صُممت طائرات صغيرة يمكن توجيهها عن بُعد لاختبار فعالية المدفعية.

التطور في الحروب الكبرى

مع مرور الوقت، دخلت الطائرات المسيّرة ميادين القتال الفعلية، خصوصا خلال الحرب العالمية الثانية، حيث استخدمت في الهجمات، غالبا محملة بالمتفجرات، رغم محدودية دقتها في تلك الفترة، وكان الهدف منها تجربة توظيف الطائرات من دون طيار في العمليات القتالية، وهو ما مهد الطريق للتطورات المستقبلية.

الثورة الحديثة في الحروب

جاءت الثورة الحقيقية للدرونز خلال أوائل القرن الحادي والعشرين، حين بدأت الولايات المتحدة باستخدام طائرات مثل MQ‑1 بريداتور وMQ‑9 ريبر لجمع المعلومات وتنفيذ ضربات دقيقة ضد بعض المواقع.

أحدث هذا التحول نقلة نوعية في العمليات العسكرية، حيث أصبح من الممكن تنفيذ مهام استخباراتية وهجومية مع تقليل المخاطر على الجنود.

نحو المستقبل: الميكرو والنانو درونز

اليوم، لم تعد الطائرات المسيّرة الكبيرة هي الاتجاه الوحيد. فقد تطورت التكنولوجيا لتشمل الميكرو والنانو درونز، صغيرة الحجم، يمكن حملها في راحة اليد، وتعمل على الاستطلاع والمراقبة وحتى الهجمات الدقيقة، مع قدرة على الطيران بشكل مستقل أو ضمن أسراب، هذه الطائرات الصغيرة تفتح آفاقا واسعة لتغيير أساليب الحروب الحضرية والميدانية في المستقبل.


مدار الساعة ـ