استطاعت الكليات الطبية في الأردن أن تلعب دورًا تعليميا مهمًا ومتسارعا في المنطقة على مدى السنوات الماضية، وذلك من حيث جودة البرامج و قدرتها المتنامية على استقدام الطلبة الدوليين وإدماجهم في بيئة تعليمية متطورة.
وقد أتى هذا التطور نتيجة رؤية مؤسسية واضحة تهدف إلى تطوير البرامج الطبية وتحقيق المعايير العالمية وإنشاء بيئات جامعية تستوعب هذا التنوع الثقافي وتدعمه.الكليات الطبية الأردنية اليوم تركز على تطوير منظومة تعليمية متكاملة تجمع بين الجانب النظري والسريري، عن طريق بنية تحتية تشمل مختبرات حديثة و مجهزة، ومشاهدات سريرية في المستشفيات الجامعية و الحكومية و العسكرية . و تعتبر هذه العناصر عوامل حقيقية لتعزيزالثقة لدى الطلبة الدوليين، وتقديم تجربة أكاديمية قادرة على منافسة المؤسسات الإقليمية . والجدير بالذكر ان استقدام الطلبة الدوليين لا يعتمد فقط على جودة المناهج، بل على قدرة الكليات على توفير انتقال علمي واجتماعي سلس للطالب من بيئته الأصلية إلى بيئة جديدة. وهنا تكمن أهمية الإجراءات الأكاديمية والإدارية في الجامعة و توفير الدعم الأكاديمي و النفسي لهم. باستخدام العديد من الأدوات التي أثبت فعاليتها في هذا المجال، كتفعيل الإرشاد الأكاديمي وتوظيف الساعات المكتبية ومبادرات تعليم الأقران لدعم هؤلاء الطلبة الذين يواجهون فجوات معرفية ناتجة عن اختلاف المناهج أو غيرها.و بالتالي فإن الكليات الطبية اثبتت قدرتها في الحفاظ على الجودة مع مراعاة الفروق الفردية والتعامل مع البعد الإنساني للتعلم كجزء أساسي من تجربة الطلبة. فالأردن يتمتع بسمعة طيبة في حسن الاستقبال والأردنيون يملكون من الخصال ما يجعلهم أهلا للطلبة لا مضيفين لهم ، وكلياتنا الطبية الأردنية تعكس هذا الاسلوب من خلال متابعة استقرار الطلبة ، ودعم جميع جوانب الاندماج الاجتماعي والثقافي داخل الحرم الجامعي. و بمثل هذه الخطوات تساهم جامعاتنا بجميع كوادرها في خلق تجربة إيجابية تنعكس على أداء الطلبة وتساعدهم على ذلك بسرعة.ولا ننسى أبدا أن الطلبة الدوليون يضيفون قيمة ملموسة للبيئة الجامعية، فالتنوع الثقافي الذي يؤسّسون له يعزز الحوار داخل القاعات الصفية ، ويوسع الآفاق العلمية للطلاب المحليين ، ويساهم في بناء فهم متعمق للقضايا الصحية العالمية. لذلك ، تتيح هذه الديناميكية التفاعلية في الكليات الطبية الأردنية فرصة حقيقية لتعزيز بيئة تعليمية أكثر استدامة تعتمد على النماذج العالمية التي تدعو إلى التعددية الثقافيةكما و تسهم هذه الجهود في تعزيز مكانة الأردن كوجهة تعليمية طبية موثوقة. لأن التجارب الإيجابية للطلبة الدوليين تتحول إلى مؤشرات جودة تُستخدم في التصنيفات العالمية، كما تسهم في توسيع شبكة الخريجين في دول متعددة، مما يعزز الحضور الأكاديمي والمهني للكليات الطبية. وبالتالي فإن تعزيز القدرة المؤسسية على استقدام الطلبة الدوليين هو ركيزة استراتيجية و اعلان واضح عن جدية التزامها كجهة تعليمية وإنسانية في الوقت نفسه و تجعل من الجامعات الأردنية مؤسسات تعليمية قادرة على المنافسة، وعلى تقديم تجربة أكاديمية متكاملة تلبي متطلبات التعليم الطبي الحديث.الزعبي تكتب: استقطاب الطلبة الدوليين في الكليات الطبية الأردنية ودوره في تعزيز التميز الأكاديمي
د. هبه وزير الزعبي
الزعبي تكتب: استقطاب الطلبة الدوليين في الكليات الطبية الأردنية ودوره في تعزيز التميز الأكاديمي
مدار الساعة ـ