أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة الموقف جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين رياضة اخبار خفيفة ثقافة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

الرجل الذي تحدى الجاذبية: طيار يسقط بلا مظلة فـ يخترق الغيوم حياً.. وهذا ما أنقذه في اللحظة الأخيرة

مدار الساعة,أخبار خفيفة ومنوعة
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة-تعبر نجاة الطيار الأمريكي آلان ماجي من سقوط حر من ارتفاع 20 ألف قدم دون مظلة، في حادث نادر يجعل أي متابع يشكك في قوانين الفيزياء والحظ، واحدة من أكثر قصص الحرب العالمية الثانية إثارة للدهشة.

القصة بدأت خلال مهمة قاذفة بي-17 التي كان ماجي ضمن طاقمها فوق مدينة سان نازير الفرنسية، حيث كانت الطائرة مستهدفة منطقة تخزين طوربيدات قرب حظائر الغواصات.

خلال المهمة السابعة له، تعرضت الطائرة لهجوم عنيف من الطائرات المقاتلة ونيران مضادات الطائرات، ما أدى إلى اندلاع حريق على متنها وإحداث أضرار بالغة.

تمكن ثلاثة من أفراد الطاقم من القفز، وكان ماجي الوحيد الذي خرج دون مظلة. وبسبب الضرر الذي لحق بنظام الأكسجين، كان في حالة شبه فقدان وعي عند لحظة سقوطه، بينما كانت المقصورة يغمرها الدخان وتتطاير أجزاء الطائرة تحت نيران العدو.

السقوط الحر، الذي كان من المفترض أن يكون قاتلا، تحول إلى معجزة بفضل عوامل غير متوقعة، فالجسم البشري عادةً لا يتحمل مثل هذا السقوط، لكن ماجي، ربما بسبب وضعية سقوطه أو الإرهاق الناتج عن نقص الأكسجين، بقي مرتخياً بدلاً من أن يكون جامداً، ما ساعده على النجاة من قوة الاصطدام الأولية.

أسفل ماجي كانت محطة قطارات سان نازير، بسقفها الزجاجي الكبير، الذي تحطم عند اصطدامه بجسده وساهم في تخفيف قوة السقوط، ليبقيه على قيد الحياة رغم الإصابات البالغة. وصل ماجي إلى أرض المحطة فاقدا للوعي، مصابا بـ 28 جرح شظايا، أنف مكسور، أضرار في العين والرئة والكلى، إضافة إلى كسور في ساقه وذراعه اليمنى.

تم نقله إلى مستشفى ألماني حيث كان مصابا وسجينا في الوقت نفسه، وقد أدهش الأطباء بنجاته على الرغم من الإصابات الخطيرة، حاول الطبيب الألماني المعالج إنقاذ ذراعه، وهو ما نجح فيه، ما منح ماجي فرصة جديدة للحياة.

تحرر ماجي في مايو 1945، وحصل على ميدالية الجو للتميز وقلادة القلب الأرجوانية، وعبر لاحقا عن تقديره للمعاملة الإنسانية التي تلقاها من الطاقم الطبي رغم أنهم كانوا أعداءه.

وبعد الحرب، عاد إلى سان نازير لإلقاء نظرة على المحطة التي منحت حياته فرصة ثانية، وحصل على رخصة الطيران وعمل في صناعة الطيران حتى وفاته عام 2003 عن عمر يناهز 84 عاما.

تظل قصة آلان ماجي واحدة من أكثر الحوادث إثارة للدهشة في تاريخ الحرب العالمية الثانية، حيث جمع بين الشجاعة والصدفة المعجزة، مؤكدة أن الحياة أحيانا تتحدى قوانين المنطق والفيزياء لتكتب معجزات لا تصدق.


مدار الساعة ـ