مدار الساعة -لم يعد التعاون الدولي في قطاع الفضاء مقتصراً على بناء محطات مدارية أو إطلاق صواريخ. بل أصبح إرث الشراكات العريقة بين وكالات الفضاء العالمية (مثل ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية) يمثل كنزاً من البيانات والتكنولوجيا التي يمكن أن تكون خط الدفاع الأول للأرض في مواجهة أخطر التحديات الصحية الناتجة عن تغير المناخ.
في الوقت الذي تؤكد فيه التقارير الصحية العالمية أن ارتفاع درجات الحرارة وتغير أنماط الطقس يهددان بتفشي الأمراض وتفاقم أزمات الغذاء والماء، بات دمج تكنولوجيا الفضاء في أنظمة الصحة العالمية ضرورة استراتيجية وليست مجرد رفاهية تكنولوجية.نجاح الشراكات الفضائية، وأبرزها محطة الفضاء الدولية (ISS)، أثبت القدرة على مشاركة البيانات العالمية حيث أتاحت هذه الشراكات إنشاء شبكات بيانات ومعايير تقنية موحدة، وهي أساسية لجمع ونشر معلومات المناخ والصحة عبر الحدود. كما أنتجت برامج الفضاء تقنيات متقدمة في تنقية المياه، وتصغير الأجهزة الطبية، ومواد التعقيم المعقمة، والتي تم نقلها لاحقاً لتعزيز الرعاية الصحية الأرضية.الاتصالات الموثوقةتوفر شبكات الأقمار الصناعية، التي بنيت عبر عقود من التعاون، قنوات اتصال موثوقة للرعاية الصحية في المناطق النائية والمتضررة من الكوارث.تظهر القيمة الحقيقية للتراث الفضائي في قدرته على التخفيف من أخطر الآثار الصحية لتغير المناخ وتستخدم صور الأقمار الصناعية لمراقبة التغيرات في الغطاء النباتي ودرجة حرارة المياه وتوزيع البعوض، مما يسمح بالتنبؤ بانتشار أمراض مثل الملاريا والكوليرا في المناطق المتضررة من الفيضانات أو الجفاف. كما توفر الأقمار الصناعية بيانات دقيقة عن مستويات تلوث الهواء والجسيمات الدقيقة، مما يساعد السلطات الصحية على التنبؤ بموجات أمراض الجهاز التنفسي المرتبطة بتغير المناخ.الكوارث الصحيةيمكن استخدام الاتصالات الساتلية لتمكين التطبيب عن بُعد وتقديم استشارات متخصصة للمجتمعات المعزولة أو المتضررة بعد أحداث الطقس القاسية (مثل الأعاصير أو الجفاف).وتتيح بيانات الأقمار الصناعية إدارة استخدام المياه والمحاصيل بدقة، مما يقلل من مخاطر ندرة المياه والجوع، وهي عوامل رئيسية تؤثر على صحة المجتمعات. ولتحقيق أقصى استفادة، يجب على الشراكات الفضائية أن تتطور لتصبح جسراً دائماً بين التكنولوجيا المدارية والاحتياجات الأرضية يجب العمل على توحيد منصات بيانات الأقمار الصناعية مع أنظمة الإنذار المبكر للأمراض التابعة لمنظمة الصحة العالمية لضمان سرعة الاستجابة.التمويل المشتركيتطلب الأمر نماذج تمويل جديدة تشمل وكالات الفضاء وشركاء الصحة العالمية والمنظمات الإنسانية لضمان أن التكنولوجيا الفضائية يتم تكييفها لتناسب احتياجات المجتمعات الأكثر ضعفاً. كما يمكن لتجارب الفضاء على المواد المتقدمة أن تسفر عن حلول لإنتاج لقاحات أسرع وأكثر ثباتاً، أو تطوير أنظمة إمداد مياه فائقة الكفاءة.سلاح الفضاء ضد أمراض الأرض
مدار الساعة ـ










