أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين رياضة اخبار خفيفة ثقافة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

لقطات لم يشاهدها الأردنيون من زيارات الملك إلى آسيا

مدار الساعة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,الملك عبدالله الثاني,الديوان الملكي
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة - كتب: عبدالهادي راجي المجالي -

.. كيف نقرأ أخبار الملك؟

مصدر الأخبار هو إعلام الديوان الملكي، وقد شاهدت مؤخراً التقارير التي كانت تصدر عن زيارة الملك لدول آسيوية.. حسناً.

الدول الآسيوية التي زارها الملك، جعلته يطير لأكثر من (50) ساعة، أجرى عشرات اللقاءات، تغير عليه الطقس على الأقل (30) مرة، تغير عليه الطعام وساعات النوم.. تغيرت الرطوبة والارتفاعات، كان عليه أن يقرأ ويعرف تفاصيل ثقافة كل بلد قبل الزيارة.. كان عليه أن يقرأ جدول الأعمال ويعدل ويضيف ويغير.. كان عليه أن يتكيف مع أنواع الطعام التي تقدم له....

الملك قبل أقل من عامين أجرى عملية دقيقة وهي (الإنزلاق في الفقرات) والملك شارف عمره المديد على ال (64) عاماً.. والأخطر من كل ذلك، بالرغم من كل هذا الجهد ولحظة وصوله للوطن يزور مصانع حبيبة والقسطل، ويقوم بجولة تفقدية على الاستثمار.. هذا الجهد كله على حساب الأعصاب، على حساب الجسد.. على حساب القلب.. لكنه في النهاية لأجل وطن وشعب.

نشرت صور الملك وهو يبتسم في اللقاء مع رئيس الأركان الباكستاني.. وفي لقاءاته مع رؤساء الدول الاسيوية، لكننا للأسف لم نشاهد تعبه.. لم نشاهد نومه في الطائرة، لم نشاهد المراجعات التي كان يجريها على جداول اللقاءات.. لم نشاهد عرقه وشيبه... فقط أرسلوا لنا ابتساماته.. كان بإمكانهم أن يرسلوا لنا حجم الملفات التي كان يراجعها على الطائرة، كان بإمكانهم أن يرسلوا لنا لحظات تعبه.. على الأقل نحن نعشقه بطريقتنا وليس بطريقة الإعلام.

للعلم الأسبوع الماضي ذهبت للكرك وعدت في نفس اليوم، لم استطع في اليوم الثاني أن أذهب للعمل نتيجة ألم الظهر.. نمت (24) ساعة، أنا حقيقة لا أعرف كيف يتحمل الملك كل ذلك؟

الملك ذهب إلى آسيا ليفتح فصلاً جديداً في العلاقة مع هذه الدول، ذهب ليجلب الاستثمار.. ذهب لكي يؤسس شراكات جديدة ولكي يرفد خزينة متعبة، وينهض باقتصاد متعب... ذهب مقاتلا من أجل وطن وشعب والمشكلة أن الإعلام لدينا كان يعرض ابتسامات الرؤساء، والأراضي الخضراء في اسيا...

أنا شاهدت كل التقارير وشاهدت وجه الملك، كان يخفي كل تعب الدنيا خلف ابتسامته..

الجيل الجديد الحالي عليه أن يعرف حجم الضغط وحجم التحدي وحجم التعب وحجم الإنجاز الذي يحققه الملك، الجيل الحالي عليه أن يدرك أنه ما زال يسير في شوارع امنة، ومازال يأكل خبزاً جيداً، ما زال يتلقى تعليماً جيداً.. ما زالت كرامته تحترم وتقدر حين يدخل مخفرا ، عليه أن يدرك أن هذا بفضل تعب شخص تربع الشيب على رأسه وسرق منه كل شعرة سوداء ، الجيل الحالي يجب أن يعرف تفاصيل الرحلة.. يجب أن يعرف ما معنى أن يتعرض لضغط الأذن ساعات طويلة ، يجب أن يعرف أن السماعة التي يضعها على أذنه.. تؤلمه بنفس الحجم الذي توفر له صوتاً واضحاً، يجب أن يعرف أن هذا الرجل يتعرض لضغط وتعب وألم.. يجب أن يعرف أن معلومات كثيرة وكبيرة على الملك أن يخزنها في رأسه حين يحاور قادة الشركات والدول...

أنا بالنسبة لي، لقطة واحدة للملك وهو يقلب في الأوراق وبرنامج الزيارة بعد (7) ساعات من التحليق.. تكفي عن كل ما بثته التلفزة، لقطة واحدة وهو يغفو على كرسي الطائرة بعد أن أرهق ضجيج المحركات رأسه.. تكفي ، لقطة واحدة وهو يضع سماعات الأذن ويعقد ربطة العنق ..تكفي.

كل الملوك في العالم تكتب سيرتهم عبر بروتكولات وقوانين صارمة.. إلا الملك عبدالله الثاني هو : الملك الوحيد في هذه الأرض الذي يكتب سيرته بالعرق قبل الحبر وبالتعب قبل الراحة، ويكتب سيرته أيضا بالهواء والتراب الأردني وبالوفاء لشعب أحبه وتعلق به....

حمى الله الملك..


مدار الساعة ـ