أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات دين بنوك وشركات خليجيات مغاربيات ثقافة رياضة اخبار خفيفة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

الشهوان يكتب: عندما يُقاتل الملك من أجل شعبه


محمد نوفان الشهوان

الشهوان يكتب: عندما يُقاتل الملك من أجل شعبه

مدار الساعة ـ

تابعنا وشاهدنا جولة جلالة الملك الآسيوية، تضمنت الزيارة خمس دول واحتوت على خمسة وعشرين برنامجًا ملكيًا، خلال هذهِ الزيارة كانَ يعقد اجتماعات و مباحثات لجلب الاستثمارات الى الأردن.

جميعنا نرى صوراً وفيديوهات حلّه وترحاله ولكننا لم نجلس يومًا ونحدّق متفكرين كيفَ يكون شعورهِ الداخلي؟! كم يجلسُ ساعات يُفكّر كيفَ سيتعامل مع رؤساء الدول المستضيفة وكيفَ سيجذبهم الى الأردن؟!

الملك يحظى باهتمام واحترام كبيرين من أغلب دول العالم، ونحنُ نرى استقبالهم لجلالته، نراهُ يرتدي البدلة السوداء البهية وربطة العنق الحمراء التي عوّدنا عليها، نرى علم الأردن يُزيّنَ صدره لكننا لم نرَ تعبه و سهره ، لم نر ابتعاده عن عائلته و احبابه لأيام طويلة، هوَ بالنهاية أب يجتاحه الحنين الى العائلة ، لم نر حتى الكم الهائل على اعصابه عندما يحدث حدث سياسي محيطً، كيف سنتعامل معهُ ؟! ما هي الطريقه المُثلى ؟! و كيفَ نُحقق مصالحنا العُليا؟! كيفَ سيبقى الآمن والامان و كيفَ سيبقى الأردنيون آمنينَ مطمئنين ؟! ، هذهِ كًلها مسؤوليتهِ ، هذا الكم الهائل من الضغط يقع على عاتقهِ وحده.

شارفَ وبلغَ من العمر ٦٤ عامًا أطال الله في عمره، ٦٤ عامًا لكنهُ لا زالَ يختبئ وراء ستار الابتسامة حتى لا يُظهر مدى تعبه، بلغَ من العمر ٦٤ عامًا و لا زالَ يطلُّ علينا بعنفوان الشباب و بهاء الصبا، بلغَ من العمر ٦٤ عامًا و لا زالَ يُعطي ويُحارب و يُحاول ويجول العالم حتى نبقى ويبقى الوطن، بالرغم أنهُ يسعى ليُطمئننا دومًا بأنهُ بخير ومُقاتل كما عهدناه لكنَّ العمر اغتاله ، شيبهُ الذي غزا رأسه يتحدث ، التعب في مُحيّاه أسفل عينيه يتحدث ، السماعة في أُذنه تتحدث ، تلك الوسادة التي يضعها دائمًا على كرسيه في اللقاءات و الاجتماعات المهمة حتى لا يتألم ظهره تتحدث، كلَّ شيءٍ يتحدث لكنهُ ابى إلا ان يبقى في عيون الأردنيين ذلك المقاتل و ذلكَ الأبن الحاني الذي نذرهُ جلالة الملك الحُسينَ الراحل طيبهُ الله ثراه للأردن والأردنيين.

ما أثارَ دهشتي وجعلني في حالة من التساؤلات هو عندَ عودتهِ الى أرض الوطن ذهبَ بزيارة فورية الى مصانع ومشاريع استثمارية كُبرى ، لم يكترث لتعب السفر ، لم يكترث الى الأميال التي قطعها بالطائرة ، لم يكترث لشيء الا للأردن والأردنيين و مصالحهم ومستقبلهم .

جلالة الملك على دراية بكل شيء ، كل شيء يحدث ، و ارادَ توجيه رسالة الى الحكومة مفادها

(الاستثمار هو نفط الأردن) ،

لم يرسل رئيس الديوان او وزير الاستثمار ، لم يطلب من رئيس الوزراء الذهاب الى تلك المشاريع ، ذهبَ بنفسه و رأى كلَّ شيء ، هذا كله ماذا يعني ؟! يعني و يُجسّد معنى كيفَ يكون المرء مقاتلاً من اجله بلده و شعبه، يعني بأنهُ يستحق مسؤولين وأصحاب قرار يُقدرّون تعبه و سهره ، يُقدرّون تضحياتهِ بوقته ورؤية عائلتهِ ، يُقدرّون قتاله،

هو يستحق الأردنيين وهم يستحقونه ، الملك و الشعب حالة حب و وفاء وعطاء و تضحيات ، حمى الله الملك وحمى الله الوطن …

مدار الساعة ـ