أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب مجتمع أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة جاهات واعراس مستثمرون شهادة الموقف مناسبات جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

الرجوب يكتب: حين يشتدُّ الريح.. يعلو ثباتُ العرش الهاشمي


د. عمّار محمد الرجوب

الرجوب يكتب: حين يشتدُّ الريح.. يعلو ثباتُ العرش الهاشمي

مدار الساعة ـ

في لحظاتٍ يظنّ فيها البعض أن ضجيج الخارج قادرٌ على زعزعة يقين الداخل، يقف الأردنيّ الحقيقي كجبلٍ شامخ، لا تنحني قمته للريح، ولا تميل جذوره للصخب. فالأوطان لا تهتزّ بصوتٍ معارضٍ يلوّح من وراء البحار، بل تهتزّ حين يتراجع أبناؤها… ونحن لم نتراجع يومًا، ولن نفعل. نحن الذين صقلنا عودنا بين التضاريس الحادّة، وتربّينا على ترابٍ يعرف معنى الرجولة، نكبر على الحكمة، ونشتدّ على البيعة، ونزداد صلابة كلّما حاولت رياحُ الخارج أن تختبرنا.

كلما علت أصوات من يدّعون المعارضة من بعيد، ازداد حبّنا لجلالة الملك عبد الله الثاني، وزاد يقيننا بأن من لا يعيش معنا على هذه الأرض، لا يحقّ له أن يتحدث عنها. أولئك الذين ما عرفوا برد شتائنا، ولا تعب نهاراتنا، ولا صبر أهلنا… اكتفوا بالكلام، لأن الكلام أسهل طرق النجاة حين يهرب الإنسان من الفعل. إنهم غثاء السيل؛ يطفو للحظة، ثم يتلاشى. أما نحن… فعمقنا محفوظ في قلوب أهلنا، وفي عيون ملكٍ هاشميّ حمل إرث النبوّة بحكمةٍ وعزم، ليضيء لنا الطريق حين يظن البعض أن الظلام قد طال.

ولأنّ الحديث عن جلالة الملك لا يكتمل دون الحديث عن العائلة الهاشميّة، فنحن نتحدث عن نسلٍ طاهر يمد جذوره إلى الجدّ الأعظم، محمّد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم. قيادة لا تحكم بالسياسة وحدها، بل تلهم بالأخلاق، وتستند إلى إرث النبوّة في العدل والرفق والشرف. هذه سلالةٌ علمتنا أن الدولة تُبنى بالإنسان قبل الحجر، وبالحق قبل المصلحة، وبالإيمان قبل القوة. وكلما وقف الأردني خلف ملكه، فهو في الحقيقة يقف خلف تاريخٍ ممتدّ من مكة إلى عمّان، تاريخ يفيض نورًا وكرامةً واتزانًا، يكتب لنا دروس الصمود والوطنية والفخر.

وفي كل مرة نحاول أن نقرأ فيها تاريخنا، ندرك أن الأردن لم يكن مجرد خريطة على الورق، بل قلب نابض بروح أبنائه، وعقل يقوده ملك يوازن بين الحكمة والعاطفة، بين العدل والرحمة، بين الحزم واللين. نحن نعيش في وطن علّمنا معنى الصبر في أوقات الشدائد، وعلمنا أن الولاء ليس شعارًا يُكتب على الجدران، بل فعل يتنفسه كل أردني في صغره قبل كبره، في فرحه قبل حزنه، في صمته قبل كلامه. وعندما تلتف الأمة حول قيادتها، فإنها لا تفعل إلا لتؤكد أن التاريخ يُكتب بالأفعال، وأن الإرث العظيم للهاشميين ليس مجرد سلالة، بل مدرسة قيم وأخلاق، تُعلمنا كيف نكون معًا أقوى من أي تحدٍّ.

وما يزيدنا فخرًا هو أن هذا الولاء ليس رهين اللحظة، بل امتداد لحياة كاملة من الوفاء، تجلّت في عيون كل طفل ينشأ على حب وطنه، وفي أيدي كل شاب وشابة يعملون من أجل مستقبل أفضل، وفي قلب كل مواطن يفهم أن الأردن وطن يستحق التضحية، وأن العرش الهاشمي رمز للحقّ والكرامة والنهج الذي لا يتغيّر. نحن إذ نلتف حول قيادتنا، نعلن بلا تردد أن صوت الشعب أقوى من أي صخب خارجي، وأن الأرض التي نحبها لن تعرف إلا الأمان والازدهار، وأن إرث النبوّة في قيادتنا سيظل منارة تهدي كل من يريد أن يفهم معنى الولاء الحقيقي.

أكتب هنا، وأنا ابن الأردن الذي يعرف معنى الولاء، أقولها بضميرٍ ثابت:

أنا هنا… مع وطني، مع أرضي، مع ملكي، ومع العرش الهاشمي الذي امتدّ من نور النبوّة حتى اليوم.

لست أكتب دفاعًا عن أحد، فالحقّ لا يحتاج إلى دفاع، لكنني أكتب وفاءً لمن حمل همّنا في المحافل، وواجه السياسة بصلابة الحكماء، ونهض ببلدٍ صغير في حجمه، كبير في أثره، حتى صار الرأي العربي والدولي يشير إليه كمنارة استقرار في محيطٍ مضطرب.

إن الأردن لم يكن يومًا دولةً تُدار بردود الأفعال، بل دولةٌ تُدار بعقل استراتيجي صبور، يرى أبعد مما يرى المتعجّلون، ويفهم الخيوط التي لا يفهمها من يعيش خارج سياقنا. نحن بلدٌ يعرف كيف يوازن بين المبادئ والتحالفات، بين الصلابة والمرونة، بين الكرامة والديبلوماسية. وهذه القدرة ليست صدفة، بل نتاج مدرسة هاشمية أصيلة، ما زالت تحفظ إرث النبي العربي الهاشمي في كل قرار، وفي كل خطوة. قيادة تمتحن الحاضر بعين الصابر، وتبني المستقبل بعقل العارف، وتتعامل مع الأزمات بثباتٍ لا يستطيعه من فقدوا البوصلة.

وما لا يفهمه معارض الخارج هو أن الأردني حين يلتف حول قيادته، لا يفعل ذلك بدافع العاطفة فقط، بل بدافع المعرفة والتجربة. نحن جرّبنا حكمة الملك، ورأينا عدله، وشهدنا حُسن إدارة الهاشميين للدولة منذ تأسيسها. لذلك نقولها بلا تردّد: إن الذين يحاولون التشويش علينا لا يعرفون الأردن، ولا يعرفون طبيعة شعبه، ولا يدركون أن صوت الخارج مهما ارتفع يبقى مجرّد سرابٍ في صحراء واسعة، بينما صوت الداخل راسخ كالصخر. هم يتحدّثون ليلمعوا… ونحن نعمل لنحمي وطنًا وعرشًا ونسبًا طاهرًا.

وما بين ضجيج الكلام، وثبات النبوّة…

ينتصر الأردن دائمًا.

وعندما ترفرف الأعلام، ونسمع أصوات الشباب في الشوارع تنادي بالولاء والانتماء، نعلم أن الأردن ليس مجرد أرض، بل روحٌ تتجسّد في كل قلب، وفي كل نفسٍ يتنفس الحرية والكرامة. كل صخرةٍ في جبالنا، وكل شجرةٍ في سهولنا، وكل قطرة عرقٍ من أبناء الوطن، تحكي قصة صمودنا، وتروي أسطورة ولائنا. نحن هنا، لا نخشى رياح الخارج، ولا عواصفه، بل نحتضنها لنثبت أننا أمةٌ لا تُقهر، وشعبٌ لا يلين، وملكٌ هاشميٌّ يحمل إرث النبوّة في قلبه، ليضيء لنا الطريق حين يظن البعض أن الظلام قد طال. كل محاولة لإضعافنا تزيدنا اتحادًا، وكل صوتٍ مشوش يزيدنا حبًّا، وكل تحدٍّ من الخارج يجعلنا أكثر صلابة، أكثر إصرارًا، وأكثر إيمانًا بأن الأردن سيبقى دائمًا منارةً للحقّ، وعنوانًا للكرامة، وبيتًا للوفاء الذي لا يموت.

نرفع الرأس عاليًا، نعلن الولاء صريحًا،

نحن مع الملك، مع الوطن، مع الأرض الطيّبة،

مع العرش الهاشمي الذي يحمل إرث النبوّة،

مع كل قلبٍ ينبض حبًّا، ومع كل نفسٍ تعرف معنى الوفاء.

نحن صخرٌ لا ينكسر، نورٌ لا يطفأ، وجيلٌ لا يعرف الهوان.

واختم هنا بشعري:

وطني إذا الريحُ هاجت كنتَ سندَنا

والعرشُ فينا ضياءٌ لا يُطفئهُ الزمنُ

هاشميٌّ نسبُه… يكفيكَ فخرُهُمُ

قومٌ إذا قالتِ الأقدارُ: من؟ قالوا: نحنُ

مدار الساعة ـ