أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين ثقافة رياضة اخبار خفيفة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

اليماني تكتب: دعوة ولي العهد لكتابة سردية الأردن


د. مريم علي اليماني
كاتبة وباحثة في الفلسفة العملية

اليماني تكتب: دعوة ولي العهد لكتابة سردية الأردن

د. مريم علي  اليماني
د. مريم علي اليماني
كاتبة وباحثة في الفلسفة العملية
مدار الساعة ـ

في لحظة تاريخية تتشابك فيها التحديات بالآمال، يخرج ولي العهد الأردني، الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، بدعوة تحمل معنى أعمق من الكلمات: كتابة سردية الأردن. ليست سردية سياسية ولا خطابًا للحظة عابرة، بل مشروع وطني يعيد للأردنيين صوتهم، ويحفظ للبلاد صورتها الأصيلة التي شكّلها الإنسان قبل المكان.

لقد أدرك ولي العهد أن الدول التي تسير بثبات تمتلك قصة واضحة يعرفها أبناؤها ويؤمن بها العالم. ومن هنا جاءت دعوته لتشكيل سردية أردنية متينة، تُكتب بأقلام الأردنيين، وتحمل وجدانهم وتاريخهم وتطلعاتهم، وتجمع ما بين الأصالة والمستقبل، بين الهاشمية كجذور راسخة، والشباب كأفق ممتد.

ما هي سردية الأردن؟

هي الحكاية التي تُفسّر من نحن، وكيف وصلنا إلى ما نحن عليه، وإلى أين نمضي.

هي مجموع قيمنا: الشهامة، الصبر، الشراكة، الانتماء، الإيثار، الأمن، والاستقرار.

وهي أيضًا تاريخنا العميق الممتد من الثورة العربية الكبرى، مرورًا ببناء الدولة الحديثة، وصولًا إلى رؤية يقودها جيلٌ جديد بوعيٍ متجدد.

لماذا الآن؟

لأن الأردن يقف على عتبة مرحلة مختلفة:

– تحديات اقتصادية تضغط على الناس.

– تحولات إقليمية معقدة.

– جيل شاب يشكل أغلبية المجتمع ويبحث عن فرصة وقصة ينتمي إليها.

ولأن الأردن الذي صمد في وجه الأزمات يستحق أن يعيد رواية نفسه للعالم لا أن تُروى عنه.

دعوة ولي العهد… ليست مجرد خطاب

بل هي مشروع دولة يقوم على ثلاثة أسس:

1. استعادة الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة عبر سردية صادقة.

2. تقديم الأردن للعالم كما هو: بلد مستقر، وشعب واعٍ، ورسالة عربية أصيلة.

3. إشراك الشباب في بناء المستقبل لا كمتلقّين بل كصانعين.

الأردن… القصة التي لم تُكتب بعد

ما زلنا بحاجة إلى أن نروي قصة الجندي الذي يحرس الحدود بصمت، والممرضة التي تسهر على المرضى، والطالب الذي يصنع حلمه رغم الضيق، والعائلات التي تقف مع بعضها في كل شدة.

هذه القصص الصغيرة هي التي تصنع السردية الكبرى.

في النهاية

إن دعوة ولي العهد لكتابة سردية الأردن هي لحظة وعي وجرأة؛ لحظة تقول إن الوطن ليس مجرد إرث نتلقاه، بل قصة نكتبها بأيدينا، جيلًا بعد جيل.

وهي أيضًا تذكير بأن الأردن لم يُعرف يومًا بحجمه، بل بثباته، ولم يزده الشقاء إلا قوة، ولم تغيره الأزمات بل صقلته.

هذه السردية ليست وثيقة رسمية بقدر ما هي مرآة وطن

… وعلينا أن نجعلها تعكس أجمل ما فينا.

مدار الساعة ـ