أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة جاهات واعراس مستثمرون شهادة الموقف مناسبات جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

الخشمان يكتب: السردية الأردنية.. ذاكرة وطن يكتبها أبناؤه


خالد أحمد الخشمان

الخشمان يكتب: السردية الأردنية.. ذاكرة وطن يكتبها أبناؤه

مدار الساعة ـ

في محطة جديدة من محطات التواصل المستمر مع أبناء الوطن، التقى سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد، الأربعاء، وجهاء وممثلين عن محافظة الطفيلة في منطقة ضانا، في لقاء حمل الكثير من الدلالات الوطنية ورسائل العُمق في العلاقة بين القيادة والشعب.

ذلك اللقاء، الذي جاء محملاً بروح الانفتاح والاستماع، لم يكن مجرد جلسة حوارية عابرة، بل شكَّل مساحة واسعة لبحث هموم المجتمع المحلي، واستعراض جملة من القضايا التي تشغل أبناء الطفيلة، المحافظة التي لطالما قدَّمت للوطن رجالاً مخلصين وتضحيات كبيرة منذ معارك الثورة العربية الكبرى وحتى اليوم.

الطفيلة… تاريخ من الوفاء للدولة الأردنية

استحضر سمو ولي العهد، خلال حديثه، الدور التاريخي لأبناء الطفيلة في مسيرة بناء الأردن والدفاع عنه، فتلك الأرض الجنوبية الأصيلة تحمل في ذاكرتها شواهد حيَّة على بطولات رجال انخرطوا في مسيرة التحرير والنهضة، وأسهموا في رسم ملامح الدولة الأردنية الحديثة، منذ بداياتها وحتى يومنا هذا.

وبينما أكَّد سموه على تلك البصمات الخالدة، جاء حديثه ليعيد التذكير بأن المحافظة لم تكن يوماً على هامش الحضور الوطني، بل كانت وما زالت جزءاً أصيلاً من رواية الوطن.

السردية الأردنية… ضرورة وطنية وتاريخية

الرسالة الأبرز في لقاء الطفيلة تمثَّلت في تأكيد سمو ولي العهد على ضرورة توثيق السردية الأردنية، بمشاركة أبناء وبنات الوطن ومؤسساته. فالسردية، بمفهومها العميق، ليست مجرد تجميع لقصص الماضي، بل هي مشروع وطني يعيد إبراز هوية الأردن الجامعة، ويصوغ ذاكرة وطنية متماسكة تستحق أن تُقدَّم للأجيال القادمة بوضوح وصدق واعتزاز.

إن السردية الأردنية، كما تحدَّث عنها سموه، هي منظومة قيم وتضحيات، ورحلة نضال وبناء، وتاريخ مشترك صاغته القبائل والعائلات والرواد، وساهمت فيه كل المحافظات دون استثناء، هي حكاية تمتد من الثورة العربية الكبرى، مروراً بتأسيس الإمارة، وصولاً إلى الدولة الحديثة التي تواصل نهوضها بثبات.

كتابة السردية… مسؤولية مشتركة

إن دعوة سمو ولي العهد لتوثيق السردية الأردنية ليست دعوة للتأريخ فقط؛ بل هي دعوة لصناعة الوعي الوطني، وتحصين الهوية، ومواجهة محاولات التشويه أو النسيان. فالسردية القوية هي سلاح ثقافي ومعرفي، يضمن أن تبقى الحقيقة حاضرة، وأن يُنصِف التاريخُ رجالَه وأحداثَه.

هذه المهمة لا يمكن أن تضطلع بها مؤسسة واحدة أو جيل واحد، بل هي جهد تشاركي بين الباحثين والمؤرخين والكتاب، وبين أبناء المحافظات الذين يحملون ذاكرة المكان وذاكرة العائلة وذاكرة المواقف الوطنية.

ختاماً

أكَّد سمو الأمير الحسين، في لقائه مع أبناء الطفيلة، أن الأردن بحاجة لأن يُدوِّن قصته بصوت أبنائه، وأن المستقبل لا يُبنى فقط بالخطط، بل أيضاً بالوعي بتاريخ الدولة وقيمها ومبادئها التي ورثناها جيلاً بعد جيل.

وإذا كانت الطفيلة قد شكَّلت إحدى الصفحات المشرقة في تاريخ الأردن، فإن أبناءها اليوم—كما هم دائماً—جزء أصيل من كتابة السردية الأردنية كما أرادها سمو ولي العهد: واضحة، صادقة، وملهمة للأجيال القادمة.

مدار الساعة ـ