أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين رياضة اخبار خفيفة ثقافة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

الشديفات يكتب: السردية الوطنية الأردنية.. هوية يصنعها الرجال والنساء ويدوّنها التاريخ


المهندس مؤيد الرشود الشديفات
نائب رئيس لجنة بلدية منشية بني حسن :: عضو في المعهد السياسي لإعداد القيادات الشبابية - مشروع الحكومة الشبابية - قطاع الإدارة المحلية - الجيل الثاني

الشديفات يكتب: السردية الوطنية الأردنية.. هوية يصنعها الرجال والنساء ويدوّنها التاريخ

المهندس مؤيد الرشود الشديفات
المهندس مؤيد الرشود الشديفات
نائب رئيس لجنة بلدية منشية بني حسن :: عضو في المعهد السياسي لإعداد القيادات الشبابية - مشروع الحكومة الشبابية - قطاع الإدارة المحلية - الجيل الثاني
مدار الساعة ـ

span style="color: rgb(255, 51, 0);">مقدمة : الهاشميون و هويّة الأردن

حين يتحدث سيدي سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ، ولي العهد الأمين ، عن ضرورة توثيق السردية الوطنية الأردنية ، فإنه لا يستعيد الماضي فحسب ، بل يشير إلى مسؤولية تاريخية لبناء المستقبل و هوية وطنية متجددة .

فالسردية الوطنية ليست مجرد سرد للوقائع ، بل بناء للوعي الجمعي و مرآة تكشف حقيقة الأردن

بلدٌ صُنع من الفروسية ، ثُبّت بالدم ، و نما على قيم العروبة و الكرامة .

فمنذ عهد الملك المؤسس عبدالله الأول مرورًا بحكمة الملك الحسين بن طلال ، و حتى رؤية ولي العهد اليوم ، ظل الإرث الهاشمي حاضرًا في سلوك الأردنيين ، في استعدادهم الدائم لبذل الغالي و النفيس دفاعًا عن الحق ونجد المظلوم .

فقد عرف الجد هاشم بسخائه حتى هشم الثريد على قومه في سنوات القحط ، مثالًا للكرم و الشهامة التي تربط الماضي بالحاضر .

__________________

الكرامة الأردنية : إرث يمتد عبر الزمن

الكرامة الأردنية ليست شعورًا عابرًا ، بل أسلوب حياة . تبدأ من عرّار ، شاعر الحرية ، الذي جعل الكلمة درعًا و الروح حرة ، و تمتد إلى وصفي التل ، الذي آمن بأن

" الجندية نظافة و الواجب شرف و الوطنية عمل لا ادّعاء ".

و تستمر مع أمهات الأردن اللواتي علّمن أبناءهن معنى العطاء و الصبر و الوفاء ، و صنعن رجالًا ونساء يحملون الوطن في قلبهم ، مثل أمّ الذبيحين في الجنوب ، التي علمت أبناءها مواجهة المحن برأس مرفوع و بروح لا تعرف الهوان .

الكرامة الأردنية ليست فردية فقط ، بل روح جماعية متجذرة في كل شبر من الأرض الأردنية . من المفرق و اربد و البلقاء و عجلون إلى الكرك و معان ، مرورًا بالعاصمة و المدن الكبرى ، يظهر الأردني دائمًا صامدًا ، كريمًا ، ثابتًا ، و مخلصًا لهويته . و هذه القيم هي ما يريد سمو ولي العهد للشباب أن يدوّنوها و يحتفظوا بها في سردية وطنية واضحة و مرجعية للأجيال القادمة .

__________________

القيم الأردنية في الحياة اليومية … نبض الهوية

القيم الأردنية تتجسد في كل موقف و حياة يومية ، فهي ليست شعارات ، بل ممارسات فعلية تعكس الهوية الوطنية لكل أردني .

فالدم رخيص إذا أُهدر من أجل الوطن ، لكن الجوع يوقظ الحالمين ، و القهر يصنع الأمل ، و الضيق يصبح فسيحًا عندما يحتضن فكرة .

و تتجلى هذه القيم في المقولات الشعبية التي أصبحت جزءًا من الهوية الوطنية :

" النار و لا العار يا إبراهيم "

تذكير بالمواقف البطولية للشهداء الأبطال .

" الموت و لا العار "

شعار يعكس موقف الأردني في مواجهة أي تحدّ على أرضه أو على كرامته .

" إحنا عيالها "

المقولة التي تظهر ارتباط كل فرد بالوطن ، فتجعل الكرامة والجود و التضحية جزءًا من الحياة اليومية .

كل هذه القيم و المقولات تشكل السردية الأردنية التي يرويها كل أردني و يعيشها يوميًا ، جسرًا يربط الماضي بالحاضر و المستقبل ، و يؤكد أن الأردن ليس مجرد أرض ، بل روح و هوية وقيم متجذرة في كل فرد من أبنائه .

__________________

أبناء الكرامة … و إحنا عيالها

الأردنيون هم ورثة الكرامة و الفخر ، من عرّار و وصفي التل إلى الشهداء و أمهات الأردن ، الذين علموا الأجيال أن :

"اللي ما يموت دون عرضه … ما هو منّا "

و من هذه المدرسة خرج الأردني الذي يمشي بثقة الأرض ، متوجًا إرث آبائه ، ليقول لأجياله القادمة :

" إحنا عيالها … عيال المجد و السمعة الطيبة ، عيال اللي إذا هاجموا ما هابوا ، و إذا دافعوا ما تراجعوا "

السردية الوطنية الأردنية ليست مجرد كلمات ، بل تاريخ حيّ يربط الماضي بالحاضر و يغرس في الشباب روح الدفاع عن الوطن ، مع إبراز دور الأم الأردنية في تربية أبناء يشبهون الجبال و يواجهون المحن برأس مرفوع .

__________________

السردية الوطنية في زمن التحولات الإقليمية

في ظل تحولات إقليمية متسارعة ، يصبح من الضروري للشباب فهم تاريخ وطنهم و قيمه الأصيلة ، و إعادة صياغتها بما يتوافق مع تحديات العصر .

فالسردية الوطنية هنا أداة ثقافية استراتيجية تعزز الثبات والوعي الوطني ، و تربط بين المجد التاريخي و الحاضر المتغير ، مؤكدًا أن الأردن ليس مجرد دولة على الخريطة ، بل وطن مبني على قيم ومواقف و أخلاق متوارثة .

__________________

المجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل … ربط التراث بالابتكار

تحت إشراف سمو ولي العهد ، أصبح المجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل منصة فريدة لربط التراث الوطني بالابتكار الرقمي . من خلال المبادرات الشبابية ، يمكن توثيق السردية الوطنية بطرق مبتكرة و تحويلها إلى محتوى رقمي و إبداعي يصل إلى الجمهور المحلي و العالمي ، مع الحفاظ على الأصالة و الهوية الأردنية .

و في هذا السياق ، يُقترح إطلاق مبادرة وطنية تحت مظلة مؤسسة ولي العهد ، تهدف إلى تأطير جهود الشباب في كتابة السردية الوطنية و ضبط النسق العام لها و ربطها بالقيم التاريخية و الأصالة الأردنية .

هذه المبادرة تمنح الشباب فرصة ليكونوا حراس التراث و صناع المستقبل بروح مبتكرة و متجددة ، صاغة للهوية الأردنية و ممثلة لقيم الهاشميين الأصيلة .

__________________

دروس المعهد السياسي نموذجاً

أبناء المعهد السياسي لإعداد القيادات الشبابية يدركون أن طموح الوطن لا حدود له ، و أن الكرامة و الفخر ليست مجرد شعارات ، بل ممارسات يومية تتطلب الالتزام والعمل الجاد.

كل مناسبة وطنية فرصة لتعزيز هذا الالتزام ، و إعادة تذكير الأجيال الجديدة بأن الأردن عظيم ، نقي ، و عريق ، و أن الهوية الوطنية ليست قابلة للتفاوض أو النقاش .

__________________

الأردن … وطن الكرامة و الجود

الأردن هو أرض الكرامة و العطاء و الثبات . من عرّار و وصفي التل إلى أمهات الأردن و أبنائه في كل مكان ، يقولون بصوت واحد :

" الموت و لا العار … و إحنا عيالها "

هذه الكلمات ليست شعارات فقط

بل روح يعيشها كل أردني يوميًا :

في عمله ، و عطائه ، و صبره ، و حفاظه على قيمه .

الأردن ليس مجرد مساحة جغرافية ، بل تاريخ حي و روح متجددة ، تتجدد مع كل جيل من أبنائه .

اليوم ، بقيادة الهاشميين و سمو ولي العهد ، يصبح الشباب الأردني حراسًا للتراث و صناع المستقبل بروح مبتكرة و متجددة .

مع إطلاق المجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل و المبادرة الوطنية تحت مظلة مؤسسة ولي العهد ، تتجسد الرؤية الوطنية ، حيث يصبح الشباب راويًا للسردية الوطنية ، حافظًا للقيم ، و واكبًا للابتكار الرقمي ، مؤكدين للعالم أن الأردن وطن الكرامة و الجود … و إحنا عيالها … و إحنا قدها ، و ستظل إلى الأبد .

مدار الساعة ـ