أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات مغاربيات دين بنوك وشركات خليجيات اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

العبادي تكتب: الحالة المزاجية للأسرة الأردنية في الشتاء


الدكتورة روزلين تركي العبادي
استشارية الصحة النفسية

العبادي تكتب: الحالة المزاجية للأسرة الأردنية في الشتاء

الدكتورة روزلين تركي العبادي
الدكتورة روزلين تركي العبادي
استشارية الصحة النفسية
مدار الساعة ـ

يمتاز الشتاء في الأردن ببرودته الشديدة، وتقلُّب طقسه، وطول لياليه، وهذا كله ينعكس بشكل مباشر على الحالة المزاجية للأسر. تتداخل العوامل النفسية والاقتصادية والاجتماعية لتُشكِّل نمطًا عامًّا من السلوكيات والمشاعر خلال هذا الفصل.

قد يسأل البعض عن العوامل النفسية المرتبطة بالشتاء و لماذا تبدو الحالة المزاجية متقلبة في هذا الفصل تحديدًا.يمكن تلخيص هذه العوامل في عدة نقاط اساسية منها قلة التعرض لأشعة الشمس خاصة مع انخفاض عدد ساعات النهار مما يقلل إفراز السيرتونين المرتبط مباشرة بمشاعر السعادة و زيادة الشعور بالخمول و التعب أو ما يسمى الكسل الشتوي و تظهر اعراض الإكتئاب الموسمي لدى البعض خاصة النساء.

و بمحدودية الأنشطة الخارجية تزيد العزلة الإجتماعية و يقضي الأطفال فترة أطول داخل المنزل و أمام الشاشات مما يسبّب توتر داخل الأسرة، و لا نغفل عن كون الثلوج و ازدياد الأمطار و ما يرافقها من ازدحام مروري و عدم انتظام المواصلات يربك برامج الأسرة.

كما تثقل الأعباء الإقتصادية كاهل المواطن فارتفاع فاتورة الكهرباء و الغاز خلال هذه الأشهر يبدو جليًا و ظاهرة عامة ما يشكل قلقًا واضحًا للأسر، و يعزز من الشعور بعدم الراحة.إضافة لما يرافق هذه الفترة من السنة من الأمراض المتكررة لدى الأطفال من رشح و إنفلونزا و سعال والتي تزيد من هذا النوع من الأعباء و تجعل الوالدين في حالة تأهب و ضغط نفسي مستمر طوال فترة المرض.

أما الجوانب الإيجابية التي تحسن المزاج و تميزت بها الأسر الأردنية خاصة و أضفت عليها الطابع الأردني في "اللمة العائلية" حيث يجتمع أفراد العائلة حول المدفأة مع أكواب الشاي و الأكلات الأردنية الشتوية ما يمنحهم شعورًا بالإنتماء و الأمان و الدفء و يزيد من التواصل بين أفرادها، و فصل الشتاء فرصة لتقوية و زيادة التوافق الزواجي فتقل المناسبات و يصبح الجلوس في المنزل مع العائلة (الزوج و الزوجة والأولاد) أولوية و راحة و هدوء.

أما عن استراتيجيات تحسين المزاج الأسري في الشتاء فتكمن في عدة إجراءات سهلة كفتح النوافذ و السماح لأشعة الشمس بالدخول للمكان، و تنظيم الوقت داخل المنزل و تفعيل أنشطة الرسم و الخرز و القراءة و الألعاب الجماعية للأطفال للتقليل من الفوضى و الشجار، و المشي في ساعات النهار لتجديد الطاقة و الحيوية، و تفعيل الجلسات العائلية الأسبوعية و تناول المشروبات الدافئة تساعد جميعها على الإسترخاء و تحسين المزاج على الصعيدين الفردي و العائلي.

من هنا ننطلق لفكرة أن الشتاء في الأردن ليس مجرد حالة طقس بل إطار اجتماعي ثقافي نفسي يؤثر على الأسرة كاملة، على الرغم من وجود عوامل تخفض المزاج مثل البرد و قلة الخروج من المنزل و الضغوط الإقتصادية،إلا أن الأسرة الأردنية تمتلك مقومات قوية لتحويل هذا الفصل إلى فرصة للترابط و الدفء و المشاركة في تحسين الروتين و زيادة التواصل و الإهتمام بالصحة النفسية لضمان شتاء أكثر راحة و طمأنينة.

مدار الساعة ـ