مدار الساعة - كتب أحمد المفلح -لم تكن زيارة جلالة الملكة رانيا العبدالله إلى الجامعة الأردنية مجرّد مشاركة بروتوكولية في فعالية رسمية، بل تحوّلت إلى لحظة وطنية مُفعمة بالمحبة والإنسانية، أكدت من جديد عمق العلاقة بين جلالتها والأردنيين، وصدقية هذا الارتباط الذي يتجاوز الرسميات ليصل إلى جوهر الانتماء.
ازدحمت ساحات الجامعة بالأصوات والوجوه والقلوب التي أرادت أن تقترب من “أم الحسين”، الملكة التي دخلت بيوت الأردنيين بلا استئذان، ورافقتهم في أفراحهم وأحزانهم، فأصبحت جزءاً من تركيبة المجتمع وذاكرته.كان تهافت الطلبة لالتقاط لحظة قرب منها دليلاً واضحاً على الحب الصادق الذي اختزنته قلوبهم عبر السنين. لم يكن حماسهم للحضور الملكي مجرد إعجاب بالشخصية العامة، بل كان حنيناً إلى إنسانة يعرفونها، ويعلمون أنها قريبة منهم بالفعل.جلست الملكة بين الطلبة بلا حواجز، تُصغي، تبتسم، وتشاركهم تفاصيل أحلامهم.صورة نادرة لقيادة ترفض المسافة الرسمية، وتُصرّ على أن “القرب” هو أقوى أشكال القوة، وأن الاحترام الحقيقي يولد من علاقة إنسانية صافية.في تلك اللحظات، بدا أن جلالتها واحدة منهم؛ شابة بروحها، أم بقلبها، وملكة بأثر حضورها.جاءت مشاركة جلالتها في فعاليات الذكرى العشرين للجمعية الملكية للتوعية الصحية لتجسّد حقيقة ثابتة:أن صحة الأردنيين ووعيهم ليست مسؤولية مؤسسات فقط، بل هي أولوية قيادة.ومنذ تأسيس الجمعية، كان دعم الملكة رانيا واضحاً ومستمراً، يعزّز البرامج الصحية، ويقوّي جهود التوعية، ويضع صحة المواطن في صدارة الأولويات.حين دخلت الملكة ساحات الجامعة، بدا أن المكان اتّسع للضوء.ابتسامتها كانت كفيلة بأن تحول الوجوه الشابة إلى طاقة إيجابية، وأن تذكّرهم أن المستقبل يبدأ من مقاعد الجامعة، وأن القيادة التي تؤمن بهم تعرف كيف تُلهِم وتدفع نحو الأمام.لم يكن ما جرى مجرد لقاء، بل احتضان بين ملكة وشعبها.فالطلاب الذين التفوا حولها لم يلتفوا حول لقب أو منصب، بل حول شخصية إنسانية تشعر بهم وتفهم أحلامهم وتعتبرهم أبناءها.وهذه العلاقة الإنسانية العميقة هي سرّ من أسرار الثقة والولاء والمحبة التي يكنّها الأردنيون للقيادة الهاشمية.زيارة الملكة رانيا للجامعة الأردنية كانت حدثاً وطنياً حمل رسائل قوة ومحبة، وأثبتت أن العلاقة بين جلالتها والأردنيين ليست علاقة حكم وشعب، بل علاقة قلب لقلب، وبيت لعائلة، وملكة لوطن يحفظ مكانتها بمحبة صادقة وإخلاص راسخ.المفلح يكتب: الملكة رانيا في الجامعة الأردنية… حضور يختصر المسافة ويعمّق المحبة
مدار الساعة ـ











