مدار الساعة - حققت شابات من مناطق أم قيس، وجرش، وعجلون، وإربد في شمال الأردن شغفهن بتعلّم تطريز الأثواب التقليدية سعيًا إلى التمكين الاقتصادي وتنمية قدراتهن، فضلًا عن إعادة التألق إلى غرزة "الرقمة" عبر تدريب احترافي ضمن مشروع تنموي أطلقه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP في الأردن هذا العام، لحماية هذا الكنز التراثي من الاندثار.
قضت الإيطالية من أصل أردني فاطمة العبّادي وهي مشاركة رئيسية ومدرّبة في المشروع، أكثر من خمسة عشر عامًا في دراسة تراث شمال الأردن، وسهل حوران، وتقنيات غرزة "الرَّقْمة"، متنقلة بين هولندا، وإيطاليا، والأردن، لمزيد من التوثيق. واستقطبها البرنامج الذي يهدف إلى تعزيز صمود المجتمعات المضيفة واللاجئين، وتطوير أرشيف رقمي شامل لتراث النسيج في شمال البلاد، تتصدره هذه الحرفة.انطلقت العبّادي في رحلتها من مركز الباحثة والمصممة الأردنية وداد قعوار "طراز" وهو من بين الأشهر في حفظ التراث الفلسطيني، والأردني، والسوري تحديدا، وتشاركت على مدار أسابيع مع قرابة 65 من النساء والشابات من شمال البلاد ولاجئات سوريات، في رحلة جديدة لتعلّم تطريز "الرَّقْمة" وفنونها، لإنتاج مشاريعهن الخاصة، وحفظ التراث.وقالت العبّادي، في مقابلة مع موقع CNN بالعربية إن المرّة الأولى التي تعرفت فيها إلى تطريز "الرَّقْمة" كانت قبل أكثر من عشرين عامًا عبر قعوار، وشكّل الأمر بالنسبة إليها في ذلك الوقت اكتشافًا كبيرًا، فيما بدأت بتعلّم الغرزة، وجمع أشكالها، وتقديم دورات تدريبية في هولندا وإيطاليا قبل المشروع.وتحمل "الرَّقْمة" مسميات قديمة أخرى مثل "الشبكة" أو "بين إبرتين"، وتختص بها مناطق سهل حوران وشمال الأردن التي ولّدت ثروة من الأزياء التقليدية المسماة بأثواب "الشرش"، وهي أثواب تتميز بطول واحد، وأكمام ضيقة، ورقبة على شكل حرف V، تزينها هذه الغرزة على خط العنق، والأكمام، والجزء السفلي، والجوانب فقط.تحتاج هذه الغرزة الفريدة إلى الجمع بين عدد من الغرز المتقاطعة حيث يحدّد التطريز بألوانه النابضة من خيوط الحرير الشكل أو الصورة المقصودة على قماش الخلفية الداكن اللون، وتحمل بعض هذه الأنماط رموزها وقصصها، كما استُخدم العديد منها في البُسط العربية.بأنامل شابة.. إحياء غرزة 'الرَّقْمة' ضمن الأثواب التراثية لشمال الأردن وسهل حوران (فيديو) (video)
مدار الساعة (سي ان ان بالعربية) ـ
