في ظلّ الأحداث الأمنية المتصاعدة التي شهدناها ليلة الأمس واحداث مشابهة سابقاً ما زلنا في الإعلام الرسمي وبعض القنوات الإعلامية والمواقع الإخبارية لم نصل لمستوى الحدث عدد من القنوات التلفزيونية ومراسلينها يصرّون على استخدام توصيف “خارجين عن القانون” عند الحديث عن مجموعات تمارس العنف المنظّم وتستهدف أمن الدولة واستقرار المجتمع. هذا التوصيف لم يعد قادرًا على استيعاب حجم ما يجري، ولا يعكس حقيقة السلوك الإجرامي الذي نشهده؛ فالمشهد أعمق وأخطر من مجرد مخالفات فردية أو تجاوزات عابرة. ما حدث هو عمل إرهابي متكامل الأركان، يستهدف هيبة الدولة ويهدد السلم الأهلي بصورة مباشرة. وهذا على لسان الحكومة أنهما مطلومان التحقيق معهما لانتماءهما لجماعة تكفيرية واعتبارهما من حملة الفكر التكفيري ..
تكمن الإشكالية اليوم في أن بعض المؤسسات الإعلامية لا تزال تتعامل مع المصطلحات الأمنية والسياسية بقدرٍ من التخفيف، وكأنها تسعى إلى تجميل الواقع أو تجنّب المصارحة بالتخفيف من ذكر حقيقة هذه الجماعات المسلحة . إن الإصرار على توصيف هذه الفئة بأنها “خارجون عن القانون” يخلق فجوة واضحة بين حقيقة الحدث وما يصل إلى الرأي العام، ويُضعف قدرة المواطن على إدراك خطورة الموقف.وقد ساهمت بعض القنوات والمراسلين الصحفيين، عن غير قصد، في تكريس هذه اللغة للاسف ؛ فنقلوا الحدث دون توصيف دقيق وتم ذكر مصطلح (خارجون عن القانون) كما شعر المواطن على استحياء ، واكتفوا بالصياغة التقليدية التي لا تعكس حجم التهديد ولا طبيعته الحدث والذي يهدد الأمن والسلم المجتمعي مما يقلل من خطورة هذه المجموعات الإرهابية بإعطاءها وصفًا أقل من حقيقتها، في لحظة تتطلب أعلى درجات الوضوح والمسؤولية الإعلامية.إن ما جرى ليلة ليلة الأمس أكبر وأخطر من أن يُختصر بعبارة “خارجون عن القانون”. فالأفعال المرتكبة تُصنَّف وفق كل المعايير بأنها أفعال إرهابية تهدف إلى ضرب الأمن الوطني وزعزعة الاستقرار الداخلي والاعتداء على ممتلكات المواطنين كحرق متاجرهم كما حدث في الرمثا الامس وترويع الناس في بيوتهم في منتصف الليل كل ذلك يتنافى مع مثل هذه التسمية. فمن واجب الحكومة من خلال أعلامها الرسمي أن يعكس ذلك بوضوح، وان لا أن يلّتف على المصطلحات أو يخفّف من حدّتها بالوقت الذي تكون أفعالها إرهابية فهؤلاء لم يرتكبوا مخالفة سير أو استخدام الرصيف لوضع بضاعة محل تجاري للعرض ؟! او طرد لاعب من الملعب لمخالفته التعليمات المباراه مثلا .. ارحموا عقولنا وسموا الأمور بمسمياتهافمن هنا، تبرز الحاجة إلى خطاب رسمي أكثر صراحة وقدرة على تسمية الأمور بأسمائها، وهو ما نوجّه به برسالة واضحة للحكومة لأخذ ذلك بعين الاعتبار عند التصريحات في مثل هكذا مواقف ..إن المرحلة تتطلب لغة دقيقة، ومصطلحات حاسمة، ورواية واضحة لا تحتمل التأويل. فالتوصيف المهني الصحيح ليس خيارًا تجميليًا، بل ضرورة وطنية وأمنية.ما جرى ليلة الأمس في الرمثا هو إرهاب، وينبغي أن يُقال ذلك بلا تردّد، حمايةً للوعي العام وتعزيزًا لثقة المواطنين بالمعلومة الرسمية.وختاماً وفي هذا المقام أوله وآخره لا بد من أن نشكر رجال الأمن العام الاشاوس وكافة أجهزتنا الأمنية المختلفة وعلى رأسها القوات المسلحه الأردنية الباسلة الجيش العربي الذين لقنوا المعتدين الإرهابيين وغيرهم ممن يتربص بالإساءة للأردن درسا لن ينسوه بعد أن سيطروا على الموقف وقتل اثنين من هؤلاء الإرهابيين والعثور على أسلحة وعتاد في مكان إقامتهما م ومتابعه اسماء لأشخاص آخرين... تمنياتنا بالشفاء العاجل للمصابين والجرحى لجنودنا البواسل من رجال الأمن العام وسيبقى الاردن آمناً مستقراً بعون الله وبهمة النشامى في الجيش العربي ورجال الأمن العام والأجهزة الأمنية المختلفة.أبو زيد يكتب: إرهابيون.. وليسوا خارجين عن القانون
مدار الساعة ـ