في لحظات استثنائية تعود لتذكّرنا بأن أمن الأوطان ليس صدفة، وأن السكينة التي ننعم بها ليست هبة عابرة، شهد لواء الرمثا مداهمة أمنية حاسمة انتهت بمقتل شقيقين من المطلوبين ممن حملوا فكراً تكفيرياً ضالاً، وهددوا سلام المجتمع وأمنه. كانت العملية رسالة واضحة مفادها أن الأردن دولة لا تُغافل، وأمنه ليس مساحة مباحة لمن تسوّل له نفسه العبث أو التمرد.
لقد عاش الأردن منذ نشأته دولة آمنة مطمئنة، تنبض بالاستقرار، وتستمد قوتها من رجال صدقوا ما عاهدوا الله والوطن عليه؛ رجالٍ آمنوا بأن حماية التراب واجب مقدّس، وأن صون الأرواح مسؤولية لا تهاون فيها. ولهذا، لم تكن المداهمة الأمنية في الرمثا إلا مثالاً جديداً على يقظة الأجهزة الأمنية وكفاءتها العالية، وعلى حضورها الدائم كعين لا تنام ودرع لا يُثلم.أي وطنٍ هذا الذي يخاف خصومه منه أكثر مما نخاف عليه؟وأي دولة تلك التي تُفشل الفتنة قبل أن تتنفس؟إنه الأردن…الأردن الذي لم يعرف يوماً إلا الثبات في وجه كل عاصفة، والمضيّ قدماً مهما اشتدّ الليل أو تعاظمت التحديات.يا من تحاولون زعزعة الأمن في هذا البلد، تذكروا أنكم أخطأتم العنوان. فهنا تقف مخابرات عامة مدربة، وجيش عربي باسل، وأجهزة أمنية تمتلك من المهنية والصلابة والخبرة ما يجعلها تتقدم خطوة قبل أن يتقدم الخطر بخطوة واحدة. وهنا، قبل ذلك كله، يقف شعبٌ وفيّ، متماسك، يرى في أمن وطنه جزءاً من كرامته الشخصية وهويته الأصيلة.نحن أبناء هذا الوطن نقف اليوم وقفة إجلال واحترام، نحيّي كل من حمل السلاح دفاعاً عن الأردن، وكل من حمل روحه على كفّه من أجل أن ننام بأمان. نحيّي أولئك الذين يواجهون الظلام نيابة عنا، والذين يسهرون لنبقى نحن في دفء بيوتنا، وأرواح أطفالنا في مأمن، وحدودنا عصية على كل طامح أو متربص.وفي هذا الظرف الدقيق، نجدد ثقتنا المطلقة بأجهزتنا الأمنية وقواتنا المسلحة، ونشدّ على أيديهم وهم يمضون في حماية الأمن والاستقرار، ونرفع لأرواحهم المعنوية ألف تحيّة، ومن قلوب كل الأردنيين والأردنيات ألف سلام.سيبقى الأردن بإذن الله واحة أمن، ومنارة اعتدال، وبلداً يقف على أكتاف رجاله ونسائه الذين آمنوا بأن الوطن ليس أرضاً نسكنها فقط، بل كرامة نسكن فيها… وروح لا تموت.المحيسن تكتب: الأردن وطن لا ترتجف رايته ولا تنحني هيبته
مدار الساعة ـ