أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات خليجيات مغاربيات دين بنوك وشركات اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

اليماني تكتب: العنوسة في الأردن.. الحقيقة التي يرفض كثيرون الاعتراف بها


د. مريم علي اليماني
كاتبة وباحثة في الفلسفة العملية

اليماني تكتب: العنوسة في الأردن.. الحقيقة التي يرفض كثيرون الاعتراف بها

د. مريم علي  اليماني
د. مريم علي اليماني
كاتبة وباحثة في الفلسفة العملية
مدار الساعة ـ

كثرة الكلام عن “ظروف الحياة” و“غلاء المعيشة” لتبرير العنوسة لا يلغي حقيقة أساسية:

في كثير من الحالات، السبب الأول والأكبر موجود داخل بيت الفتاة نفسها.

هناك أمهات يرفضن الخاطبين واحدًا تلو الآخر بحثًا عن “العريس المثالي”: غني، جاه، وظيفة، سيارة، ونسب… وكأنهن يبحثن عن مشروع استثماري لا عن رجل قادر على بناء بيت.

وهناك آباء بلا كلمة، يتركون القرار لغيرهم، أو يلتزمون الصمت خوفًا من صدام داخل الأسرة، فتكبر البنت في بيتٍ يعلّق مصيرها على مزاج الآخرين ومعايير لا علاقة لها بالحياة الحقيقية.

وفتيات كثيرات يتأثرن بهذه الصورة، فيرفضن فرصًا مناسبة لأن الأهل أقنعوهن أنهن “أعلى مستوى” أو “يستحقن أفضل”، حتى يستيقظن بعد سنوات ليكتشفن أن الفرص لا تنتظر أحدًا.

الحديث عن الظروف الاقتصادية صحيح، لكنه ليس المذنب الوحيد. الرفض المتكرر لأسباب سطحية، والمبالغة في الشروط، ورؤية الزواج كسباق طبقي… كلها عوامل صنعت أزمة الزواج قبل أي ظرف خارجي.

ومن الخطأ الكبير الادعاء بأن الحل هو أن يتزوج الرجل ثانية وثالثة ورابعة. هذا ليس حلًا، بل هروب من مواجهة الحقيقة.

العنوسة ليست نقص رجال، بل زيادة في التدخل، والتعقيد، ورفع السقف بلا منطق.

الحل ليس أن نطلب من الرجل أن يتحمل أخطاء المجتمع، بل أن نصلح داخل البيوت أولًا: أن يُخفَّف الضغط، تُراجع الشروط، وتُعاد الأمور إلى أصلها… زواج قائم على الأخلاق والقدرة والمسؤولية، لا على المظاهر.

الحقيقة واضحة:

ما دامت بعض الأسر تُعقّد زواج بناتها بهذا الشكل، ستبقى المشكلة قائمة مهما تغيّر الزمن. والحل يبدأ حين يعترف الأهل بدورهم، ويتوقفوا عن وضع العراقيل، ويمنحوا بناتهم فرصة حقيقية لتكوين حياة لا تحددها النظرة الطبقية ولا أوهام المثالية.

مدار الساعة ـ