أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين ثقافة رياضة اخبار خفيفة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

الفاعوري يكتب: التطرف الفكري… شرارة الفتنة التي يتصدى لها وعي الشعوب


م. عبد الله الفاعوري

الفاعوري يكتب: التطرف الفكري… شرارة الفتنة التي يتصدى لها وعي الشعوب

مدار الساعة ـ

إن الإسلام دين الرحمة والتسامح، دين المحبة والأخوّة، رسالة جاءت رحمةً للناس كافة لتُخرجهم من جور الأديان إلى عدل الإسلام، يرسم طوق النجاة للبشرية بتعاليمه السمحة اللينة التي جاءت بضوابط تضبط علاقة العبد المسلم مع ربّه ومع أخيه ومع غير المسلم. فمهما كره الكافرون وأحاكوا المؤامرات لتشويه صورة هذا الدين، سيتمّ الله نوره ولو كره الكافرون، لقوله تعالى: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}.

لقد تعرّض — وما زال وسيظل يتعرّض — هذا الدين لهجمات شرسة تستهدف النيل منه، لأن الغرب يكثّفون الخُطى مهرولين نحو السعي لفصل الدين عن السياسة خشية من أن ينال هذا الدين منهم ومن سطوتهم على المعمورة، باستخفاف العقول نتيجة إبعادها عن هذا الدين. ومن أهم طرقهم للسطوة نشر فكر إسلامي مُضلِّل من صنيعتهم يتشكّل من مرتزقة لا يمثّلون هذا الدين، سُمّيت داعش، استحوذت على فراغ العقول الشبابية في عالمنا العربي والإسلامي نتيجة الظروف الصعبة لاصطيادهم واستخدامهم لذلك. فجميعنا شاهد كيف ساهم هذا الفكر المتطرف في ضياع سوريا وإقامة الصراعات التي فتنت المسلمين أنفسهم وحرفت بوصلة الأمة عن غاياتها وأهدافها الحقة.

واليوم نشاهد بين فترة وأخرى مجيء هذا الفكر مستهدفًا إحداث القلاقل في أردننا الحبيب، مستهدفًا وحدتنا الداخلية وبوصلتنا الثابتة الراسخة نحو مقدساتنا. لكن تتصدى له قواتنا الباسلة بكل قوة لتحمي وطننا من العبث. فليعلم الجميع أن الوحدة الداخلية والتماسك في أي قطر من أقطار أمتنا فيه الخير للأمة، وأن العدو يستهدف وطننا ويمسّ تماسكه لما يمثّله هذا التماسك من سدٍّ لمخططاتهم في الضفة والمقدسات. فالعدو يريد أقطارنا اليوم دويلات بلا ضوابط داخلية حتى يتسنى له التوسع الحدودي وإقامة أجنداته في القدس وترحيل الأهالي بلا حسيب.

كلنا نلتفّ في وطننا حول قيادتنا وتوجهات دولتنا من أجل الوحدة الداخلية، ونبارك أيادي قواتنا الأمنية الباسلة على مجهوداتها الكبيرة في مواجهة التحديات المستمرة لحفظ أمن الوطن، ونسأل الله أن يديم علينا نعمتي الأمن والأمان، ويديم علينا ديننا وسنّتنا.

مدار الساعة ـ