أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين ثقافة رياضة اخبار خفيفة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

خميس تكتب: حين يصبح اللقاء درسا في الإنسانية قبل المسؤولية


تمارا خميس

خميس تكتب: حين يصبح اللقاء درسا في الإنسانية قبل المسؤولية

مدار الساعة ـ
خميس تكتب: حين يصبح اللقاء درسا

هناك لحظات لا تخبرك فقط عن الشخص الذي أمامك… بل تخبرك عن نفسك أيضا.

فأنا كأي مواطنة اردنية أعرف معالي يوسف العيسوي من خلال مسيرته، وانجازاته وحضوره، وتأثيره، الذي ينعكس على الناس والدولة.

فكتبت سابقا عنه مقالا يشيد بإنجازاته وشخصه، بعين تعرف المسؤول، وتحترم مواقفه، وتسمع صدى رأي الناس.

لكن الأمس…

كانت زيارتي للديوان الملكي الهاشمي مختلفة تماما، تجربة شخصية بحتة. لم تكن مجرد لقاء رسمي أو تقييم للأعمال، بل تجربة وجدانية. لحظة شعرت فيها بأنني أقف أمام إنسان قبل أن أقف أمام مسؤول… حيث كان لي شرف حضور لقاء جمعه مع مئات الشبان والشابات في مضارب بني هاشم..لتجديد الولاء والعهد و تأكيدا لوقوفهم خلف القيادة الهاشمية وصناعة المستقبل،، دخلت اللقاء وأنا أحمل صورة واضحة وثابتة عنه، خرجت منها وأنا أحمل إنسانا.

فرق كبير بين الصورتين

لم يكن المشهد مجرد رجل في منصب يستمع لشعبه، بل كان أشبه بشخص يفتح باب قلبه ويقول للجميع:

“ادخلوا… كل واحد منكم له مكان”.

كان يسمع… لا ليستمع فقط ، بل لجعلك تشعر أنك في مركز الدائرة، حتى لو كان حولك أربعمائة شخص.

يوزع انتباهه كما يوزع الإنسان الصادق نبضه: بالتساوي… بلا تمييز… بلا عجلة.

ثلاث ساعات مرت…لكنه ظل حاضرا، صبورا، مبتسما، حريصا على كل كلمة تُقال، على كل سؤال يُطرح، وعلى كل طلب يُقدم. كنت أرى الحرص في عينيه، الصبر في ابتسامته، والدفء في كل حركة. فهو يشعر كل شخص وكأن حديثه هو المحور، حتى مساعدوه كانوا يعكسون هذا الجو من الاهتمام والرحمة، يحرصون على أن يشعر كل شخص بأنه مسموع ومقدر.

في نهاية اللقاء… وقف معاليه ليسلم على الجميع، واحداً واحداً، لم تكن حركة بروتوكول…كانت حركة رجل يفهم أن “الوقت” هو أعظم الهدايا التي يمكن أن يعطيها إنسان لإنسان.

أكثر اللحظات التي ضربت قلبي كانت لحظة بسيطة…رجل ضرير يقف أمامه، يمدّ يده ويقول له بصوت يعرفه القلب قبل الأذن:

“أنا سعيد اليوم بشوفتك.”ليس هناك ضوء يرى…لكن هناك نور يُحس.

تلك اللحظة الصغيرة كانت أقوى من أي كلمات، لأنها كشفت عن جوهر الرجل: إنسان يقدر الآخرين ويجعلهم يشعرون بالقيمة والاهتمام، حتى لو لم يروا شيئا بأعينهم

أمس فهمت شيئا لم أفهمه من قبل، رغم الكتابات والرأي والمعرفة:

هناك قادة تُحترم خبرتهم…وهناك قادة تُطمئنك إنسانيتهم، فتدرك أن المنصب ليس مجرد واجب ومسؤولية ،وأن القلب هو الوظيفة..

مدار الساعة ـ