أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة مستثمرون شهادة الموقف مناسبات جاهات واعراس جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

غذاء الفطر الجديد: كائن حي يكسر قوانين الفيزياء ويستمد طاقته من الإشعاع النووي

مدار الساعة,أخبار خفيفة ومنوعة
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة -كشف فريق من العلماء عن فطر أسود غامض قادر على النجاة والنمو في ظروف الإشعاع المؤيّن الشديد داخل محطة تشيرنوبل النووية، ما قد يفتح آفاقا جديدة لاستغلال الإشعاع كمصدر للطاقة وتطوير تقنيات حماية حيوية للفضاء.

الفطر اكتُشف لأول مرة في أواخر التسعينات على جدران المفاعل رقم 4، منطقة لا تزال مشبعة بالإشعاع منذ كارثة عام 1986.

ووفقا لدراسة نُشرت عام 2000، لم يقتصر الأمر على بقاء الفطر على قيد الحياة، بل أظهر قدرة على الازدهار في المستويات العالية من الإشعاع، مكوّنا مستعمرات كثيفة داخل الهياكل الداخلية للمحطة.

وتوسعت الدراسات لاحقا لاختبار الفطر في المختبر، حيث أظهرت التجارب أن الفطر نما بشكل أسرع عند تعريضه للإشعاع مقارنة بالظروف العادية، وهو ما أثار التساؤل حول إمكانية استخدام الإشعاع كمصدر للطاقة

في هذا الإطار، اقترحت دراسة عام 2007 أن صباغ الميلانين الموجود في خلايا الفطر قد يحوّل الإشعاع إلى طاقة كيميائية بطريقة مشابهة لعملية التمثيل الضوئي، فيما أُطلق على هذه الفكرة مصطلح "التخليق الإشعاعي".

وقد أخذت الأبحاث بعدا جديدا حين تم إرسال الفطر إلى محطة الفضاء الدولية عام 2020، حيث تعرض للإشعاع الكوني المستمر.

وأظهرت النتائج انخفاضا طفيفا لكنه ملحوظ في مستويات الإشعاع تحت منطقة نمو الفطر مقارنة بالعَيّنات الأخرى، ما يشير إلى قدرة الفطر على الحماية الإشعاعية، والبقاء نشطا في بيئات قاسية جدا.

ويُبرز الخبراء أن هذه القدرة ليست سمة عامة لجميع الفطريات الميلانية، إذ تظهر بعض الأنواع الأخرى تحسّنا محدودا تحت الإشعاع، بينما لا ينمو البعض الآخر أسرع رغم إنتاجه المزيد من الميلانين، مما يعكس التطورات الفريدة التي اكتسبها الفطر في بيئة تشيرنوبل.

ويعطي هذا الاكتشاف مؤشرات مهمة لتطبيقات مستقبلية في علوم الفضاء. فالفطر خفيف الوزن، قابل للنمو على وسائط بسيطة، ويتكاثر ذاتيا، ما يجعله مرشحا لتطوير دروع حيوية تحمي رواد الفضاء من الإشعاع في بعثات طويلة المدى إلى القمر والمريخ، إضافة إلى إمكانية استكشاف استخدامه في بيئات أخرى شديدة الإشعاع، مثل باطن المريخ أو القشور الجليدية للكواكب الخارجية.

ويظل الغموض قائما حول الآلية البيولوجية الدقيقة التي تمكن الفطر من تحويل الإشعاع إلى طاقة، حيث لم يتم إثبات تثبيت الكربون أو إنتاج الطاقة الخلوية (ATP)، ورغم ذلك، تتزايد الأدلة على أن الفطر يتفاعل مع الإشعاع بطريقة تتجاوز مجرد البقاء، ما يجعله أحد أكثر الكائنات حيويةً وغموضًا في أبحاث الأحياء الفضائية.

يُعَدّ هذا الاكتشاف خطوة مهمة في فهم قدرة الحياة على التكيف مع البيئات القاسية، ويفتح آفاقا جديدة للبحث العلمي في مجال الطاقة الحيوية والهندسة الفضائية، وربما يقدم نموذجا للكائنات الحية المستقبلية التي ستساعد البشر على العيش خارج الأرض.


مدار الساعة ـ