أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين رياضة اخبار خفيفة ثقافة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

18 مليار دينار في مرمى نيران الهجوم.. من يستفيد من 'خوف' الأردنيين على مدخراتهم؟ لعبة النوايا بين النقد والتشكيك

مدار الساعة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,أخبار اقتصادية,صندوق استثمار أموال الضمان الاجتماعي,الضمان الاجتماعي
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة - الغوص في التفاصيل الاقتصادية والمالية التي تثير الجدل في الساحة أمر شائك.

أنت فيه تسير على حبل، في طرفه الاول معارضة وفي الآخر مؤيدون. لو جئت بكل أدوات الاقناع الارضية لن تقنع أياً منهما بما يجب أن يقال.

الطرفان متمرس في خندقه. فكيف الحال اذا كان الحديث اليوم عن صندوق استثمار أموال الضمان الاجتماعي.

لكن المفاجأة ان الطرفين في الحديث عن الصندوق يجمعان على قاعدة واحدة تقول: حاسبهم اذا لم يستثمروا. اذاً المسألة تتعلق بطبيعة الاستثمار وليس في القاعدة العامة.

حسنا. العقل الاستثماري يعلم قاعدة استثمارية آمنة تقول: إن من افضل انواع الاستثمار هو في العقارات. لكن بالنسبة الى الضمان المسألة أبعد من بعد استثماري بحت. لهذا تراه مثلا يعلن عن انه سيستثمر في ناقل المياه.

وهذ مفهوم. فالصندوق ليس محفظة وطنية عادية. الأردنيون يدركون انه أبعد بكثير من كونه استثمارات ومالاً وأعمالاً. المسألة تتعلق اولا بالسياسة. وتتعلق اولا بالثقة وتتعلق اولا بالحبل الواصل بين المسؤول ورجل الشارع العادي.

يزيد من تعقيد الأمر أن صندوقاً ناجحاً وهو اكثر من ذلك يحمل داخله 18 مليار دينار من أموال المتقاعدين والعمال، أي ما يعادل نحو 45% من الناتج المحلي الإجمالي. هذا رقم استثنائي أردنياً. ووحده يفرض على إدارته أن تكون على مستوى رفيع من الحصافة والحذر. وهي كذلك، او هذا ما يريد ان يضمنه الاردنيون.

نحن أمام خطط مدروسة من الاسثتمارات تسعى الى استعمال الأدوات الاستثمارية لتحقيق عوائد مستقبلية مجدية ضمن مستويات مخاطر مقبولة، بالإضافة إلى الحرص على تنويع مكونات هذه المحفظة.

اذن نحن في حضرة رحلة للصندوق استثمارية ليست نزهة وذات حساسية بالغة. حساسية سياسية واجتماعية بل واستشرافية. نحن امام (ما سيكون) قبل (ما هو كائن).

لهذا من المفهوم الاستماع الى صخب الضجة المثارة حول دخول الصندوق في مشروع ضخم مثل مدينة "عُمرة. لكن ان يكون الأمر مفهوماً شيء. وان يكون محقاً شيء آخر.

دعونا نسأل الآن. لماذا يوجه السهم إلى هذا الاستثمار بالذات؟

صاحب الخبرة يقول: إن دخول الصندوق في هذا المشروع يأتي ضمن السياسة الاستثمارية التي تستهدف الفرص الواعدة والمشاريع المجدية، وبخاصة تلك المرتبطة بمواقع النشاط الاقتصادي القائمة والمخطط لإقامتها، وذلك من خلال توظيف السيولة المتاحة لاستثمارات طويلة الأمد، وبما يحقق قيمة مضافة لمحفظة الصندوق والاقتصاد الوطني.

وصاحب الخبرة يقول أيضاً: إن الدخول المبكر إلى مشروع بحجم مدينة "عمرة" يوفر فرصة للاستفادة من المواقع الأبرز قبل اكتمال مراحل التوسع العمراني، بما يسهم في تعزيز القيمة المستقبلية للأصول على المدى الطويل.

وصاحب الخبرة يقول ثالثة: إن هذا الوجود المبكر للصندوق يمنح مرونة أكبر في مراحل التطوير اللاحقة، إلى جانب تعزيز فرص إقامة شراكات مع القطاع الخاص بما يخفض كلف التطوير ويحقق عائداً مستقراً.

حسناً. إن المنطق الاستثماري الذي يتبناه الصندوق في هذا المشروع جزء من سياسة استثمارية أوسع تستهدف الفرص الواعدة والمشاريع المجدية ذات المدى الطويل.

بعبارة أدق، انه يستهدف المواقع المرتبطة بـالنشاط الاقتصادي، سواء القائم منه أو المخطط له، لتوظيف السيولة في استثمارات لا تجني ثمارها في عام أو عامين، بل على مدى سنوات.

لكن من الذي يحرك مياه النقد؟ السؤال ربما محق وربما ليس في محله. هناك من يخاف، وهناك من يريد ان يخاف الناس. وفي الفارق بين التحركين: النوايا.

ماذا يعني ذلك؟ النقد مطلوب لكن التشكيك من دون أدلة يخدم اللاشيء. والمطلوب هو الوضوح الكامل، وليس الهجوم لمجرد الهجوم.


مدار الساعة ـ