كوكب 'الليمونة' وأمطار الألماس: جيمس ويب يكشف عوالم غريبة تتحدى قوانين الفلك

مدار الساعة -كشف تلسكوب جيمس ويب الفضائي التابع لوكالة ناسا عن اكتشاف فلكي غير مسبوق لكوكب خارج المجموعة الشمسية يتمتع بخصائص صادمة، سواء من حيث شكله أو تركيبه أو البيئة التي يوجد فيها، ما يفتح بابًا جديدًا لفهم تطور الكواكب بعد موت النجوم.

الكوكب،يدور حول نجم نابض يُعرف بـ«البولسار»، وهو النواة فائقة الكثافة لنجم انفجر في نهاية عمره. ويقع هذا النظام على بعد نحو 2,300 سنة ضوئية من الأرض، في منطقة نادرة الدراسة نظرًا لطبيعتها العنيفة والمتطرفة.

وأظهرت بيانات تلسكوب جيمس ويب أن الكوكب يتمتع بشكل مشوّه يشبه الليمونة أو كرة الرغبي، نتيجة تعرضه لقوى مدٍّ وجزر هائلة ناجمة عن قربه الشديد من النجم النابض. إذ يُكمل الكوكب دورة كاملة حول نجمه خلال 7.8 ساعات فقط، وعلى مسافة لا تتجاوز مليون ميل، ما يؤدي إلى تمدده الدائم وفقدانه الشكل الكروي التقليدي للكواكب.

ولم تتوقف غرابة الاكتشاف عند الشكل فحسب، بل امتدت إلى الغلاف الجوي للكوكب، الذي وصفه العلماء بأنه غير مسبوق في سجل رصد الكواكب الخارجية. فقد كشفت التحليلات الطيفية بالأشعة تحت الحمراء عن غلاف جوي غني بالهيليوم والكربون الجزيئي، تحديدًا مركبات C₂ وC₃، مع غياب شبه كامل للأكسجين والنيتروجين، وهما عنصران يُعدان شائعين في معظم الأغلفة الجوية المعروفة.

وأفاد علماء مشاركون في الدراسة أن هذه التركيبة الكيميائية الفريدة قد تؤدي إلى تشكّل سحب كثيفة من الكربون في الطبقات العليا للغلاف الجوي، تتحول تحت ضغط هائل إلى بلورات ألماس، ما ينتج ظاهرة نادرة تُعرف بـ«أمطار الألماس». ورغم أن هذه الظاهرة طُرحت سابقًا كنموذج نظري لبعض الكواكب العملاقة، فإن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها رصد مؤشرات قوية عليها في بيئة بهذا التطرف.

وتصل درجات الحرارة على الجانب المواجه للنجم إلى نحو 2,040 درجة مئوية، بينما تنخفض على الجانب الليلي إلى قرابة 650 درجة مئوية، ما يخلق تباينًا حراريًا حادًا يساهم في هذه الظواهر المناخية غير المألوفة.

ويؤكد العلماء أن هذا الاكتشاف يطرح أسئلة جوهرية حول كيفية تشكّل الكواكب في أنظمة تحتوي على نجوم ميتة، إذ لا تتوافق خصائصه مع أي سيناريو معروف لتكوّن الكواكب. ومع قلة عدد الكواكب المكتشفة حول النجوم النابضة، يأمل الباحثون أن تتيح عمليات رصد مستقبلية باستخدام تلسكوب جيمس ويب فهمًا أعمق لهذه العوالم الغريبة التي تتحدى النظريات الفلكية الحالية.