مدار الساعة - قال أستاذ جيولوجيا المياه والبيئة والجيوفيزياء الاستكشافية بجامعة الحسين بن طلال الدكتور محمد الفرجات إن مشروع تعدين النحاس في منطقة أبو خشيبة بوادي عربة لا يرتبط علميًا أو هيدرولوجيًا بخزانات المياه الجوفية في جنوب الأردن، وعلى رأسها خزان الديسة، مؤكدًا أن أي أثر بيئي محتمل للتعدين يبقى محصورًا محليًا ضمن نطاق خزان وادي عربة فقط.
وأوضح الفرجات أن خزان وادي عربة يُعد خزانًا جيولوجيًا مستقلًا، يقع ضمن حوض خسفي تكتوني معزول، ويتغذى بشكل رئيس من فيضانات الأودية الجانبية، في ظل شح كبير في الأمطار، مشيرًا إلى أن المياه الجوفية فيه ضحلة إلى عميقة ومرتفعة الملوحة وغير صالحة للشرب مباشرة.وبيّن أن الخزانات الجوفية العميقة في جنوب الأردن، وفي مقدمتها خزان الديسة، مستقلة تمامًا جغرافيًا وجيولوجيًا وهيدرولوجيًا عن خزان وادي عربة، إذ تفصل بينهما سلاسل صخرية غير منفذة، ولا توجد أي مسارات مائية سطحية أو جوفية أو تكتونية تربط بين الخزانين.وأضاف الفرجات أن خزان الديسة يُعد خزانًا أحفوريًا عميقًا، تغذيته محدودة جدًا ومن مناطق بعيدة، ويُستخدم كمصدر استراتيجي لمياه الشرب، وهو غير قابل للتأثر بأي نشاط تعدين سطحي في وادي عربة.وحول المخاوف البيئية، أكد الفرجات أن الطبقات الطينية ونطاق عدم الإشباع السميك في وادي عربة تعمل كحاجز طبيعي ومرشح جيولوجي يقلل من انتقال المعادن الثقيلة إلى الخزين الجوفي، لافتًا إلى أن حساسية الخزان الجوفي في المنطقة للتلوث تُصنف علميًا على أنها قليلة إلى متوسطة وفق مؤشرات التقييم المعتمدة.وشدد على أنه حتى في حال حدوث أي تأثير بيئي محدود، فإن ذلك يبقى محلي الانتشار ومحصورًا في منطقة التعدين فقط، نظرًا لضعف حركة المياه الجوفية، وقلة التغذية، وانخفاض النفاذية الهيدروليكية لصخور الخزان.وختم الفرجات بالتأكيد على أن الربط بين تعدين النحاس في أبو خشيبة وخزانات المياه الجوفية في جنوب الأردن غير دقيق علميًا، داعيًا إلى الاعتماد على الدراسات الجيولوجية والهيدرولوجية المتخصصة عند مناقشة مثل هذه القضايا، لما لها من حساسية وطنية واستراتيجية.لا علاقة لخزان وادي عربة بخزانات الجنوب الجوفية.. وتعدين النحاس أثره محلي
مدار الساعة ـ
