* سليم المعاني
خلقت احب الماء
وبعكس معظم الاطفال كنت ابتهج عندما تحممني امي او زوجة اخي ..كنا نعتبر عائلة مميزة اننا نملك بابوري كازاحدهما اخرسا والاخر صاحب ضجيج ...ولانه الكبير ...كان البابور او البريموس الكبير صاحب المهمات الاصعبيملأ الكيزان بالماء وهو وعاء من التنك الصلبويوضع على البريموسوعندما تسخن الماءانزل فورا في الطشت وهو وعاء من التنك ايضاوتبدا عملية الاستحمام التي كنت اشعر بفرح كبير بهابينما تكون معركة حامية الوطيس عند معظم الاطفاليتخللها عدة صفعات ومعط او شد الشعر يعقبهما صراخ وبكاء يستمران الى فترة ما بعد الاستحمامكنت احب الماء جدا ...كان صديق العمر نمر حسن نمر وحسن الاسمر يذهبان الى السيل .. سيل المهاجرين القريب جدا من منازلنا فكانا مع اطفال اخرين يخلعون جميعا ملابسهم ويضعونها على اليابسة ويسبحون باستمتاع في مياه السيل التي مصدرها ينابيع المياه المنتشرة على جانبيه قبل ان تستولي عليها سلطة المياه وقبل ان يسقف السيل الذي كان فيما مضى نهرا ويصطاد المواطنون منه السمك .كنت اقف حزينا انظر اليهم وهم يسبحون بسعادة غامرة وانا لا اجرؤ على السباحة خوفا من والدي ووالدتي وشقيقي الكبير والوحيدذات مرة ... وكان اهل الصديق نمر يحذرونه من السباحة بمياه السيل لكنه لم يكن يابه لكلامهم ويسبح وهم لا يعلمون !!بخبث طفولي ...اخذت ملابسه وهو يعوم دون ان ينتبه واعطيتها لاهله ... اذكر انه عوقب لكن العقاب لم يردعه دون ممارسة هوايته بمياه سيل المهاجرينكبرنا ...واصبحت اسبح في مياه البحر الميت عندما نزوره خلال الرحلاتاذكر .. امتع رحلة عوم كانت بمياه المتوسط بالاسكندرية عندما زرتها بمعية صديق العمر الدكتور نبيل خليف المجالي عام ١٩٨٥ ...وكنا بضيافة ميلاد حنا جوده وشقيقه المرحوم جورج وعديل ميلادكانت اياما خرافية بحق ... ذهبت تلك الايام الجميلة .. وتفرق ناسها ..عام ١٩٨٨ على ما اذكر ... نزلنا في رحلة عائلية مع الصديق محمد سمحان وزوجته هانيا العايد وطفلتهما الصغيرة ... وانا وزوجتي ماجدة عاشور وطفلتي بيسان ...اخترنا مكانا منعزلا بعيدا عن الناس ...اشعلنا النار وبدانا حفل الشواء ... خلال ذلك نزلت البحر ...ابتعدت قليلا .. لاجد نفسي في دوامة. اخذت تسحبني وانا اصرخ باعلى صوتي مستنجدا بمحمد الذي سارع لانقاذي وهو يحذرني ان امسك به لكي لا اغرقه واغرقتمكن محمد من انقاذي.كتبتها سابقا وقلت تبا لك يا محمد سمحان لماذا انقذتنيوايضا تبا ليلماذا سمعت كلامك ولم اتشبث بك فاغرقك واغرقتصور يا محمد لو متنا عام ١٩٨٧كم من الماسي كنا قد تجنبنا عيشهاوكم من الذنوب لم نقترفها لو متنا في ذلك الزمنها انت ستساوم على ذنوبك وتحج لعل الله يغفر لكوهو حتما سيغفر باذنه تعالى...........................منذ ذلك الزمنوانا اخاف الماءواتجنبهااقف على شواطئ البحور والانهار بحسرة كبيرةاصبحت اعاني من فوبيا الغرقوفوبيا الاماكن المرتفعةلكن لا بد لي من هزيمة فوبيا الغرق ...وان غرقت ...ستتخلص الفوبيا مني


