كثيرا ما يتحملن الألم والتعب، وأكثر من ذلك أنهن يخفين عنا أية ملامح لكي لا نحزن،،،
يتطور لديهن المرض بأشكاله، وقلما يشكين، ويتألمن بصمت، وقلما يطلبن زيارة الطبيب،،، فالأولوية لديهن البيت والأبناء والبنات،،،يصبح المرض لا يحتمل، ومع ذلك فتراها تذبل يوما بعد يوم، وما زالت الهرم الصامد العنيد في المطبخ وأمام حم الفرن صيفا، وبرد المجلى شتاءا،،،قد تخفي الألم وتخفي أعراضه وتبتسم، ومن وراء ذلك تريد توفير ثمن علاجها لمرضها المزمن لإبنها أو بنتها ثمنا لقميص أو كتاب أو غير ذلك من مصاريف البيت، وتترك المرض ينخر جسدها،،،سعادتها رؤية الجميع بخير وصحة وسلامة، وتبتسم وما زال الألم يعلن سيطرة قواته على جبهات الأعضاء الداخلية والأجهزة المختلفة،،،فقط...، فتموت فجأة وهي تبتسم ... هكذا هن معظم الأمهات الأردنيات، وهكذا تموت أمهاتنا رحم الله النشميات اللاتي ولدن أسود الكرامة، رحم الله الطيبات الصابرات الحنونات، رحم الله أمهاتنا اللاتي لم يعرفن من الدنيا سوى البيت والعائلة ... لهن الجنة... لهن الجنة عند رب كريم رحم الله أمي وأمهاتكم، والعمر المديد لمن ينعمن بهذه الحياة الشقية...