أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات دين بنوك وشركات خليجيات مغاربيات ثقافة رياضة اخبار خفيفة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

وعود وعهود

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ
حجم الخط

p style="">مدار الساعة - كتب .. د.عبدالكريم محمد شطناوي

.... وتستمر الوعود ، وعود غربية لليهود والصهيونية عدوة الإنسانية ، ووعود عربية لفلسطين العربية .

وعود غربية وقد تحققت ، بينما الوعود الرسمية العربية لم تتحقق ، بل ذهبت مع الريح، أقوالٌ لا أفعال .

وعود غربية ، أهمها وعدان :

* وعد بلفور سنة ١٩١٧ ، وزير خارجية بريطانيا ، فقد وجه رسالة للورد روتشيلد الصهيوني يقول فيها ( إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف ، إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين ، وستبذل قصارى جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية ) .

وقد حققت بريطانيا وعدها بعد إحدى وثلاثين سنة بإقامة دولة الإحتلال ( إسرائيل ) في فلسطين سنة ١٩٤٨ ، بإحتلال أرضها وتشريد شعبها في جميع أرجاء العالم .وذلك

أيام الأنتداب البريطاني على فلسطين ،وذلك بتضييق الخناق على العرب،وتشجيع هجرة اليهود

الى فلسطين،ودعم العصابات اليهودية وتزويدهم بالسلاح.

* وعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، بإعلان مدينة القدس عاصمة أبدية لدولة الإحتلال ، ونقل السفارة الأمريكية إليها ، والذي كان ينغمس فيه بعض أركان النظام العربي الرسمي ، نتيجة الضعف والهوان الذي فرض عليهم وبمشاركتهم منذ تسعينيات القرن الماضي، وما نتج عنه من إحتلال العراق وسقوط بغداد ، وإنبطاح بعض الأنظمة العربية وإرتمائها في أحضان الهيمنة الأمريكية .

بالإضافة إلى إثارة النعرات الطائفية والعرقية والإقليمية ، وما نجم عن ما سمي بالربيع العربي ، والذي هو في الحقيقة كان حريقاً عربياً ، حيك ودبر له بأيدٍ غربية وصهيونية إنطلت على الأنظمة العربية وأدت إلى ما أدت إليه ،من خراب ودمار وقتل الألاف وتشريد الملايين .

بينما الوعود الرسمية العربية ، كانت للإستعراض والإستهلاك المحلي ، وما أكثرها ولكنها أقوالٌ لا أفعال ، بينما السواد الأعظم من الشعب العربي يرفض كل ما يحاك له من دسائس ومؤمرات تهدد وجوده وكيانه وهويته ، ويزداد إصراراً يوما بعد يوم على تحرير فلسطين وكل شبر محتلٍ من وطنه ، على الرغم مما حل به من حروب داخلية أكلت الأخضر واليابس وفتت عضده وشلت حركته ، وأفقدته كل مقومات القوة ، ونشرت فيه الفرقة والعدواة ، التي قطعت أوصال الديار العربية .

وأما العهود التي أبرمتها بريطانيا مع الشريف حسين، شريف مكة والعرب ،إبان الحرب العالمية الأولى ، واعدة إياهم بمساعدتهم على إقامة دولة عربية موحدة ، نظير ان يثوروا ضد الحكم العثماني ، حيث كان العرب يعانون ظلم وإستبداد الحركة الطورانية التي استلمت مقاليد الحكم في الدولة العثمانية ومارست سياسة التتريك ضد الشعب العربي .

إلا أن بريطانيا قد تنصلت من عهودها وخرقت هذه الوعود بإتفاقية (سايكس بيكو )ما بين فرنسا وبريطانيا وتقاسما بموجبها الهلال الخصيب ووضعه تحت الإستعمارين البريطاني والفرنسي .

وأمام هذه الوعود والعهود الغربية ،وما أكثرها، فإن الشعب العربي مدعوٌ للإهتمام بتطوير المناهج لإعداد الأجيال الواعدة والإهتمام بصقل شخصياتهم ، جسمياً وعقلياً وإنفعالياً وإجتماعياً مؤهلين بسلاح العلم والإيمان ، للدفاع عن وجوده وعن هويته ، بوحدة الصف والهدف ، للذود عن حمى الوطن والثبات أمام كل من تسول له نفسه تصفية القضايا الوطنية ومقاومة كل المخططات والمؤمرات من قبل بعض الأنظمة الرسمية ومن كل طامع بالوطن العربي وخيراته .


مدار الساعة ـ