مدار الساعة - كتبت: هبه بني سلمان - في الأول من مايو من كل عام، تحتفل الدول حول العالم بـ"يوم العمال العالمي"، الذي يمثل محطة سنوية هامة لتسليط الضوء على القيمة الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية للعمل، وتكريم كل من يساهم بجهده وعرقه في دفع عجلة التقدم وتحقيق التنمية المستدامة.
إن العمال، بمختلف فئاتهم وتخصصاتهم، يشكلون الركيزة الأساسية لأي مجتمع مزدهر. فهم الذين يحولون الأفكار إلى إنجازات، والخطط إلى واقع ملموس، وهم القوة الخفية خلف كل تطور صناعي، وزراعي، وتقني، وإداري. ولذلك فإن الاحتفال بهذا اليوم لا يُعد ترفًا، بل هو ضرورة للتأكيد على الالتزام بحقوق العمال وكرامتهم.
في خضم التحولات الاقتصادية الراهنة والتحديات التي تفرضها العولمة والتطورات التكنولوجية، تبرز أهمية الاستثمار في رأس المال البشري، وتوفير بيئات عمل آمنة ومحفزة، وضمان التدريب المستمر الذي يواكب تغيرات السوق ويلبّي احتياجات المستقبل. كما يستدعي الأمر تعزيز قيم الإنتاجية، والانضباط، والمسؤولية المجتمعية، بما يرسخ ثقافة العمل كقيمة وطنية نبيلة.
ويأتي هذا اليوم ليذكرنا أيضًا بأن العدالة في بيئة العمل، والمساواة في الفرص، وتكافؤ الأجور، هي مرتكزات أساسية لبناء مجتمعات مستقرة ومنتجة. فالعامل الذي يشعر بالتقدير والحماية القانونية والمهنية، يكون أكثر إخلاصًا، وأشد ولاءً، وأقوى تأثيرًا في محيطه.
ختامًا، يظل يوم العمال مناسبة تُلهم المجتمعات لتقدير العمل وقيمته، وتعزيز دور العامل كشريك أصيل في النهضة الوطنية، والتأكيد على أن بناء الأوطان لا يكتمل إلا بسواعد أبنائها المخلصين.
