أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة شهادة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف جامعات خليجيات دين مغاربيات اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة الأسرة طقس اليوم

الموقف الأوروبي الجديد بخصوص غزة وإسرائيل

مدار الساعة,أخبار عربية ودولية,رئيس الوزراء,قطاع غزة,الضفة الغربية
مدار الساعة ـ
حجم الخط

div>مدار الساعة - كتب السفير إبراهيم عبيدات:

اعلان الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس وزراء بريطانيا ورئيس الوزراء الكندي التصميم على الاعتراف بالدولة الفلسطينية موقف ايجابي ولا نملك الا ان نرحب بهكذا مواقف رغم انها بقيت مجرد تصريحات لم تصل الى حدود الفعل ، ولا يحتاج ذلك الى محلل خبير ليدرك أن هذا الموقف ما هو الا لذر الرماد في العيون ويحتمل الكثير من التفسير والجدل سيما وان ماكرون نفسه اشار الى انه يعمل مع اطراف اخرى على ذلك .
عدد من الدول الاوروبية المفصلية اتخذت مواقف ايضا بخصوص الاوضاع المأساوية في قطاع غزة وركزت في تصريحاتها على الجانب الانساني ( وهو مهم ) وهمشت او بالأحرى تغاضت عن التطهير العرقي والمذابح التي يرتكبها نتنياهو في غزة وطالبت بخجل شديد هدنه لادخال المساعدات وتحرير الرهائن ضمن صفقة معينه.
ما يثير العجب والاستغراب هو ردة فعل هذه الدول وكذلك معظم دول العالم حيال حادثة واشنطن التي استهدفت اثنين من كادر السفارة الاسرائيلية في واشنطن مقارنة بمواقفهم حيال الفظائع وحجم الضحايا في غزة من الاطفال والنساء والشيوخ وممارسات الجيش الاسرائيلي هناك والتي فاقت في بشاعتها كل تصور .
هذه الازدواجية تفصح لنا عن مدى التواطؤ بين هذه الدول التي تحاول ان تجمل صورتها الانسانية تاريخيا بهذه المواقف الخجولة وتشيع انها لم تكن موافقة على ممارسات نتنياهو امام الرأي العام وفي واقع الأمر هي من وفرت وتوفر له كافة اشكال الدعم المادي والمعنوي واللوجستي للمضي قدما فيما يرتكب من مجازر وجرائم في غزة وتمنحه المساحة الزمنية اللازمة لاستكمال طروحاته المجنونة.
الاتحاد الاوروبي يستطيع وخلال وقت قياسي اتخاذ مواقف تنسجم مع الضمير الانساني والواقع ويمكنه التعويض عن المأساة التي كانت بالأساس من صنعه والتي بدأت من وعد بلفور ولا تزال مستمرة، فكما يسارع الى فرض عقوبات على روسيا وايران ودول اخرى اذا لم تكن اسرائيل هي مدار البحث، فماذا يمنعهم من فعل ذلك ؟؟
منذ اكثر من اسبوعين ونحن نسمع بتصريحات هنا وهناك بأننا سنعمل ونعترف وندين ونستنكر وفي ذات الوقت هناك مجازر رهيبة تحدث فعلا على الارض واكثر من ذلك هناك جرأة غير مسبوقة من نتنياهو واعضاء حكومته في الاعلان عن نيتهم تغيير خريطة الشرق الاوسط ولا احد يردع هذه التوجهات بفعل حقيقي على الارض.
الاردن وعلى جميع الأصعدة لم يدخر جهدا في سبيل ادانة ما تقوم به حكومة نتنياهو ولم يتوان عن تقديم كافة اشكال الدعم لأهلنا في غزة والضفة الغربية وهذا الجهد الكبير الذي يقوده جلالة الملك وولي عهده والحكومة وكافة الفعاليات الشعبية الاردنية وهو واجب علينا لا نمن به على أحد ولا نقدمه ونتوقع الشكر والامتنان من احد ، بقدر ايمان الاردن برسالته وعروبته وروابط الاخوة والدم مع اخوتنا في الضفة وغزة والشعب الفلسطيني وعدالة قضيته وحقه في دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشرقية.
العالم فقد بوصلته الانسانية ولا يزال يوفر الغطاء لنتنياهو ( هولاكو العصر الحالي ) لارتكاب ابشع نكبة يشهدها العصر الحديث دون منازع .

مدار الساعة ـ
story