لم يكن موقف الأردن من غزة استجابة طارئة أو تفاعلاً عابراً، بل هو امتداد لثوابت راسخة تعبّر عن التزام وطني وإنساني لا يتبدل. ومنذ اللحظة الأولى للعدوان، تحركت الدولة الأردنية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، مركزة جهودها على العمل الفعّال الملموس.
في صدارة ذلك، يبرز الدور المحوري لجلالة الملك عبد الله الثاني، الذي حمل القضية الفلسطينية في وجدانه وعلى كل منبر دولي، مؤكداً أن دعم الأشقاء في فلسطين التزام أخلاقي وموقف ثابت في ضمير الدولة الأردنية، وينسجم هذا الموقف الملكي مع نبض الشعب الأردني، الذي عبر دوماً عن وقوفه إلى جانب غزة، فكان التماهي بين القيادة والشعب تجسيداً حياً لوحدة الموقف والضمير.
هذه المواقف لم تكن مجرد مشاعر، بل تجلّت في الميدان عبر قوافل الخير المتواصلة التي انطلقت من الأردن إلى قطاع غزة محمّلة بالغذاء والدواء، في رسالة صامتة، ولكنها بالغة الأثر.
وفي قلب هذه الجهود، تواصل المستشفيات الميدانية الأردنية في غزة عملها دون توقف منذ سنوات ودون ضجيج إعلامي. وطواقمها الطبية تؤدي دورها الإنساني بصمت وتفانٍ، وسط ظروف استثنائية، لتبقى بصمة الأردن الإنسانية حاضرة في كل لحظة من لحظات المعاناة.
ولا يمكن الحديث عن الدعم الأردني دون التوقف عند الدور الكبير الذي تؤديه الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، التي ما فتئت تُسير القوافل الإغاثية وتنسق جهود العون الإنساني بالتعاون مع قواتنا المسلحة الأردنية الباسلة، التي تبقى عنواناً دائماً للحضور الأردني الفاعل والملتزم في ميادين الشرف والمروءة.
وعلى الصعيد الدولي، تحركت الدبلوماسية الأردنية بمسؤولية واتزان، ناقلة صوت الضمير، ومؤكدة ضرورة احترام حقوق الفلسطينيين، والوقوف إلى جانبهم في وجه ما يتعرضون له من معاناة.
ورغم كل محاولات التشويش الإعلامي والضغوط التي قد تشعر البعض بالارتباك، يظل الأردن ثابتاً في موقفه، مؤمناً أن الوفاء لغزة هو اختبار حقيقي للنبل والصدق، وأن الدعم الحقيقي لا يقاس بالكلام، بل بالأفعال التي لا تُنسى.
ومع ذلك، حاولت بعض الأصوات المضللة أن تشكك وأن تبدل الحقيقة بحملات تحريض وتشويه، لكن الأردن واصل فعله الراسخ، مدركاً أن أثر الموقف أبلغ من أي تبرير، وأن العمل على الأرض أقوى من أي ضجيج.ٍ