الضمان الاجتماعي: حلمٌ يقترب من التقاعد... للأبد!
في هذا الأردن الحبيب، لا شيء يثير الهلع مثل كلمة "إصلاح"، خاصةً عندما تأتي من أفواه مسؤولي الضمان الاجتماعي! فجأة، تحوّلت أحلام التقاعد المبكر إلى كابوس، وأصبح رفع سن التقاعد وشيكًا. وكأننا لم نتقاعد مبكرًا بما فيه الكفاية من الحياة نفسها! والكل يحدّثك عن "صندوق النقد الدولي"، وكأنّه عمّنا الذي يقرّر متى نتقاعد وكم نقبض، وما علاقة هذا الصندوق الذي لا نعرفه بالضمان الاجتماعي الذي دفعنا لهُ كل عمرنا؟
المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي، صاحبة الصندوق الذي لا يريد أن يخرج منهُ أحد، اعترفت بوجود "مشكلة" بسبب التقاعد المبكر. يا إلهي! اكتشفوا أخيرًا أن الناس تريد أن تتقاعد! وكأن الموظف، الذي يصحو كل يوم ليرى نفس وجوه زملائه، ليس لديه أي سبب منطقي ليحلم بالهروب مبكرًا! والأطرف أنهم اكتشفوا "تجاوزات" من المتقاعدين الذين لم يلتزموا بـ "الاشتراطات الخاصة". بصراحة، أي اشتراطات هذه؟ هل يُعاقب المتقاعد إن لم يذهب إلى البحر الميت كل يوم أو لم يلتزم بأوقات القيلولة الرسمية؟
أما البيانات المالية، يا لها من بهجة! الصندوق ينمو، موجوداته تزيد، الأرباح في ارتفاع، والفائض التأميني يفيض! وكأنهم يقولون لنا: "نحن أغنياء جدًا، لكنّنا لن نعطيكم شيئًا! لا تقلقوا، أموالكم بأمان، في أمان لن تستطيعوا الوصول إليه أبدًا!" هذا النمو المذهل الذي وصل إلى 119% يثير الشكوك، وكأنه نمو "كيميائي" لم يسبق له مثيل! فإذا كان الصندوق ينمو بهذه السرعة، فلماذا كل هذا الصراخ على التقاعد المبكر؟ هل هو خوف من أن نصبح أغنياء فجأة؟
ولكن، لا تخافوا! "الحديث عن تعديلات جذرية سابق لأوانه". اطمئنوا! سننتظر "الدراسة الإكتوارية" التي ستحدد "الوضع المالي بدقة" و"تضع مسارًا مستدامًا". يا سلام! دراسة علمية "دقيقة" لتخبرنا أننا سنعمل حتى آخر رمق من حياتنا. وأما عن "المتطلبات التشريعية" التي "تحمي حقوق الخاضعين حاليًا"، فهذا يعني أننا، نحنُ الجيل الذي دفع وضحى، سنكون كبش فداء للتضحية من أجل الأجيال القادمة. بئس التضحية هذه! ففي النهاية، يبدو أن التقاعد المبكر لن يُلغى، بل سيتم "تقنينه" و"معالجته"، وكأن التقاعد مرض يحتاج إلى علاج، والمريض هو أنا وأنت!
حفظ الله الاردن والهاشمين

المجالي يكتب: 'إصلاح' الضمان الاجتماعي.. هل هو علاج أم إعدام لأحلام المتقاعدين؟
نضال انور المجالي
متقاعد عسكري
المجالي يكتب: 'إصلاح' الضمان الاجتماعي.. هل هو علاج أم إعدام لأحلام المتقاعدين؟

نضال انور المجالي
متقاعد عسكري
متقاعد عسكري
مدار الساعة ـ