غالبًا ما يُنظر إلى العلاج الطبيعي على أنه مجرد وسيلة لاستعادة الحركة بعد الإصابات، لكن هناك حقيقة أعمق وأكثر أهمية غالبًا ما تُنسى: دوره المحوري في تعزيز صحة الدماغ والوظائف العقلية.
بصفتي محاضرًا في جامعة آل البيت، ومع خبرة عملية وبحثية وتدريبية في عدة مراكز وجامعات، أؤكد أن العلاقة بين الحركة والعقل ليست مجرد صدفة، بل هي علاقة علمية مثبتة. فكل تمرين، وكل حركة موجهة في العلاج الطبيعي، تُحدث تغييرات إيجابية داخل الدماغ، مما يؤثر بشكل مباشر على حالتنا النفسية والعقلية.
كيف يعزز العلاج الطبيعي صحة دماغك؟
1. تغذية الدماغ: التمارين البدنية تزيد من تدفق الدم إلى الدماغ، مما يضمن وصول الأكسجين والعناصر الغذائية الأساسية لعمل الخلايا العصبية. هذا التدفق الحيوي يدعم نمو خلايا جديدة ويقوي الروابط العصبية الموجودة.
2. هرمونات السعادة: العلاج الطبيعي يحفز إفراز هرمونات مثل الإندورفين والدوبامين، التي تُعرف بقدرتها على تحسين المزاج ومكافحة التوتر والقلق. هذه الهرمونات تجعلنا نشعر بحالة أفضل، مما ينعكس إيجابًا على صحتنا النفسية.
3. تحسين القدرات الإدراكية: الأنشطة البدنية الموجهة تساعد في تقوية الذاكرة، وزيادة القدرة على التركيز، وتحسين سرعة التفكير. هذه الفوائد تظهر بشكل خاص لدى كبار السن، حيث يساهم العلاج الطبيعي في إبطاء التدهور المعرفي.
4. المرونة العصبية: التمارين التي تركز على التوازن والتناسق الحركي، تساعد الدماغ على إعادة بناء مسارات عصبية جديدة، وهي عملية تُعرف باسم المرونة العصبية (Neuroplasticity). هذه القدرة على التكيف ضرورية للتعافي من الإصابات العصبية.
العلاج الطبيعي ليس مجرد إعادة تأهيل جسدي، بل هو استثمار شامل في صحتك، يجمع بين الجانب الجسدي، النفسي، والعقلي. إنه يمنحك فرصة لتحسين جودة حياتك من خلال تحقيق التوازن والانسجام بين العقل والجسد.
لذا، عندما تفكر في العلاج الطبيعي، تذكر أنه ليس فقط للمفاصل والعضلات، بل هو أيضًا حليف قوي لصحة دماغك وسلامك النفسي.

الخوالدة يكتب: الحقيقة المنسية.. صحة الدماغ والعلاج الطبيعي
حسن الخوالدة
اختصاصي العلاج الطبيعي ومحاضر في جامعة ال البيت
الخوالدة يكتب: الحقيقة المنسية.. صحة الدماغ والعلاج الطبيعي

حسن الخوالدة
اختصاصي العلاج الطبيعي ومحاضر في جامعة ال البيت
اختصاصي العلاج الطبيعي ومحاضر في جامعة ال البيت
مدار الساعة ـ