مدار الساعة - ابراهيم السواعير - ألقى وزير الثقافة مصطفى الرواشدة كلمةً مؤثرةً في حفل افتتاح مهرجان الفحيص الثاني والثلاثين للثقافة والفنون، اشتملت على مقطوعات نثرية وأفكار نيّرة غازلت المكان وأبعاده التاريخية والثقافية، وأكدت حضور الأردن قلب العروبة النابض، وموئل الأحرار وجدار الصمود في وجه الرياح الصفراء.
وحيّا الوزير الرواشدة أهل الفحيص "صبيان الحصان"، ومثقفي المدينة وقاماتها وفنانيها، واصفًا الفحيص بأنها "بلد التاريخ والحضارة والمكان والإنسان، والمدينة التي ترتفع على كتف الشمس، وتهمس للريح أنّ الأردن جميلٌ بأهله وترابه". كما وصف الرواشدة الفحيص بأنها "بلدة الزيتون والنُّور التي تتمايل ببيوتها الحجرية، كقصيدة عشق أبدية، مثلما تستيقظ على صوت المحبة والسلام، وتغفو على ضوء القمر المنعكس من صخرها الأبيض". وقال الرواشدة: "في الفحيص تتعانق الأصالة مع الحداثة، ويغدو التاريخ جارًا للحاضر؛ يمشيانِ معًا في شوارعها العتيقة؛ فهي لوحة فسيفساء من العيش المشترك، ومن الفرح البسيط، ومن الأمل الراسخ؛ فيها تنبض الروح الأردنية بحرارة القلوب وصدق الانتماء، ومن مهرجانها الثقافي إلى دفء أهلها تبقى الفحيص عنوانًا للجمال وموطنًا للكرامة ورمزًا للسلام". وأعرب الرواشدة عن سعادته أن يرعى حفل افتتاح المهرجان الثاني والثلاثين لهذا العام، مشيدًا بالمهرجان الذي يمثّل نموذجًا استثنائيًّا لمبادرات المجتمع المدني، وجعل من مدينة الفحيص عنوانًا ثقافيًّا يثري المشهد الثقافي الوطني الأردني والعربي بعددٍ من المقترحات الفكرية والجمالية. وقال إنّ مهرجان الفحيص لا يمثّل مهرجانًا للفحيص فحسب؛ إنما يرتقي ليكون مهرجانًا وطنيًّا وعربيًّا، بما يشتمل عليه برنامجه من تنوعٍ في الثقافة والفنون والموسيقى والغناء والندوات والمحاضرات والحرف اليدوية والمعارض. وأكّد الرواشدة أنّ الفحيص بتاريخها وإرثها ومبدعيها وفضاءاتها المدنية والحضارية ونهضتها الثقافية وتطوّر مشهدها في الفنون البصرية والتشكيلية وتراكم الخبرات التنظيمية وتنوّعها، وانفتاحها على التجارب العربية والعالمية،.. شكّلت حاضنةً مهمةً لنجاح المهرجان وتواصله على مدار ثلاثة عقود، معربًا عن أمله بأن يكون هذا المهرجان قدوةً وتجربةً يمكن نقلها للمدن والبلدات الأردنية. وقال الرواشدة إننا في وزارة الثقافة ننظر إلى الحالة المهرجانية بوصفها وسيلة للتنمية الشاملة والمستدامة، ورافعةً لرعاية المواهب الفكرية والأدبية وتحفيزها، كما ننظر للمهرجانات كحالةٍ لدعم الفن والفنانين والإبداع والتميز، وإبراز التنوع والانفتاح الثقافي؛ كون المهرجانات تشكّل مرتكزًا وبرنامجًا لبناء الهوية والانتماء للوطن. وتحدث الوزير عن تنوّع مهرجان الفحيص في فعالياته، وتركيزه على الأحداث والوقائع التاريخية والقامات والشخصيات الوطنية، مشيدًا بالمهرجان الذي يعبّر عن النسيج الوطني في ثرائه وغناه، والذي يمنح الهوية الأردنية قوّتها وصلابتها، ويسهم في تدوين رواية السردية الوطنية والشخصية الأردنية، في ملمحها وتميّزها ووعيها، وقال إنّ مفردات المهرجان الثقافية والفنية تدلّ على تمثّل عناوين الوطن بسائر تضاريسه وجغرافيته وتنوّعه. وأشاد الرواشدة باختيار رئيس الوزراء الراحل معروف البخيت شخصية المهرجان لهذا العام؛ وهو المعروف بانتمائه ورؤاه الاستراتيجية وخدمته وإخلاصه للوطن وقيادته الهاشمية، مؤكدًا سموّ رسالة المهرجان ورقي أهدافه ومحموله الوطني العروبي وذاكرته الوطنية. وقال الوزير إنّ أهمية مهرجان الفحيص تتأتى من كونه يقام في قلب المدينة، ويمتد إلى ساحاتها وشوارعها وعتبات بيوتها، ويقام في باحات بيوتها المميزة بعمرانها وعراقتها؛ وهو ما يمنح الزائر شعورًا بأنه ضيف الفحيص والفحيصيين، بما يحملون من كرم الضيافة التي هي طبع الأردنيين جميعًا. وأكد الرواشدة أنّ أهمية مهرجان الفحيص أيضًا في كونه يمثّل منصةً لتقديم المنتج المحلي والصوت الأردني واللون الأردني في الموسيقى والغناء، وفي كون المهرجان، ومنذ أن تأسس، يشكّل جسرًا للمؤاخاة مع عدد من المدن الفلسطينية، والتواصل والحوار مع المبدعين العرب. كما أشاد الرواشدة بالمهرجان الذي يمثّل مساحةً للفرح؛ مؤكدًا أنّ من حقنا أن ننشد للحياة ما استطعنا إلى ذلك سبيلًا، وقال إنّ مهرجان الفحيص، وكما يسهم في الحركة السياحية، يسهم كذلك في التنمية ودفع عجلة الإنتاج الوطني، ويوفّر الفرص للشباب، ويعرّف بجماليات المكان، ويسهم في تحسين نوعية الحياة وتناغم النسيج الاجتماعي وديمومه الفرح. وختم الرواشده كلمته بتأكيده شموخ الأردن وكبرياءه في وجه كل التحديات، وبقائه صامدًا أبيًّا عصيًّا على كل التهديدات والمؤامرات والرياح الصفراء، بقيادة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حامل شرف الوصاية الهاشمية، وولي عهده الأمين.الرواشدة يوقد شعلة الفحيص ويحيي 'صبيان الحصان' (صور)

مدار الساعة ـ