أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب تبليغات قضائية مقالات مختارة مقالات أسرار ومجالس مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة جامعات دين مغاربيات خليجيات اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة الأسرة طقس اليوم

العزة تكتب: حين يُسرق الأمان من طفولة إربد

مدار الساعة,مناسبات أردنية
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة - كتبتسديل رائد العزة(ناشطة شبابية اجتماعية) -

وجدت أن الحديث عن العنف ضد الأطفال لم يعد ترفًا ولا مجرد خبر يُنشر هو وجع حقيقي يسكن تفاصيل بيوتنا ومدارسنا في إربد، ويتكرر بصمت كأننا لا نراه.

العنف لا يربي، بل يدمّر يدمّر الثقة، يزرع الخوف، ويخلق أجيالًا مثقلة بجرح لا يلتئم الطفل الذي ينام وهو يخاف من كلمة أو صفعة، يكبر ليحمل خوفه معنا، ويعيد إنتاجه يومًا ما.

وأنا أؤمن أن الوعي لا يُصنع ببرامج أو شعارات فقط الوعي يبدأ بنا، يبدأ حين يراجع الأب أسلوبه قبل أن يمد يده، حين تختار الأم الكلمة الطيبة بدل الصراخ، وحين يقرر المعلم أن يكون قدوة قبل أن يكون صاحب سلطة نحن من نصنع البيئة التي ينشأ فيها الطفل، ونحن من نقرر إن كانت مليئة بالحب أو بالخوف.

كل تبرير للعنف هو مشاركة في استمراره

كل صمت هو موافقة وكل "هكذا تربينا" ليست حجة، بل جرح يتكرر على حساب طفولة جديدة.

إربد، مثل كل مدن الأردن، تستحق أن تكبر فيها الطفولة بأمان أطفالنا ليسوا أرقامًا في تقارير ولا قصصًا عابرة، هم حاضرنا ومستقبلنا إذا لم نحمل مسؤولية حمايتهم اليوم، فلن نلوم غدًا إلا أنفسنا.

فلنبدأ من ذواتنا، من بيوتنا، من اختياراتنا اليومية الوعي لا يأتي من الخارج، بل من داخل كل واحد فينا وهنا يكمن الفرق بين مجتمع يبرر العنف، ومجتمع يقرّر أن الطفولة أمان قبل كل شيء.

ولأجل أطفال إربد، ولأجل أطفالنا جميعًا، فلنكن نحن الصوت الذي يكسر الصمت، واليد التي تحمي لا تؤذي، والقلب الذي يزرع الحب بدل الخوف الطفولة لا تنتظر، فلنمنحها حقها في الأمان الآن، لا غدًا.


مدار الساعة ـ