مدار الساعة - لم تكن قاعات التدريس مجرد محطة عابرة في حياة حلا الديري، بل كانت نقطة انطلاق لرحلة مهنية ملهمة أثبتت فيها أن الشغف قادر على تحويل المسار وتحقيق الأحلام. من معلمة أحبت رسالتها، إلى إعلامية وكاتبة رأي أثرت في المجتمع، رسمت حلا لنفسها طريقًا فريدًا يجمع بين الفكر والكلمة والصورة.
لم تكن القفزة من عالم التربية إلى الإعلام سهلة، لكنها كانت محفورة في طموحها منذ الصغر. آمنت حلا بأن رسالتها أوسع من جدران الفصول الدراسية، فاستثمرت في نفسها وتسلحت بالعلم، لتحصل على درجة الماجستير في الصحافة والإعلام من جامعة الشرق الأوسط. هذا الإنجاز لم يكن عاديًا، فبينما كانت تتحمل أعباء حملها بطفلتها الرابعة ومسؤولية عائلتها، أصرت على مواصلة دراستها، لتحصل على درجة الامتياز بجدارة، وهو ما يعكس إرادة صلبة وشغفًا لا يعرف المستحيل..لم يكن الطريق مفروشًا بالورود، فمع بداية مسيرتها الإعلامية، واجهت حلا نظرات متحفظة وأصواتًا تردد على مسامعها أن "الحجاب والإعلام لا يتوافقان". لكنها أصرت على المضي قدمًا، مؤمنة بأن الموهبة والاحترافية لا يحدها مظهر، بل هي نتاج فكر وعمل دؤوب.أثمر إصرارها عملًا وجهدًا ملموسًا، فتركت حلا بصمتها في عالم الإعلام. ففي دبي، حصدت إشادة واسعة، وحققت أعلى نسبة تصويت كأفضل أداء في تقديم الأخبار. ولم يتوقف نجاحها عند هذا الحد، فبرنامجها الحواري على يوتيوب "كوب مقلوب" نال هو الآخر تقديرًا واسعًا، ليُصنف كأفضل برنامج حواري من بين المتسابقين، مما يؤكد قدرتها على تقديم محتوى هادف وجذاب. وإلى جانب عملها في الإعلام المرئي، وبخبرتها التي جمعت بين رصانة الفكر ومرونة الحوار،برزت حلا ككاتبة رأي لها صوت مؤثر، حيث تُنشر مقالاتها في مواقع إخبارية مرموقة مثل أخبار الأردن الآن وموقع سرايا، وموقع وكالة مدار الساعة الاخبارية لتصبح صوتًا يلامس هموم الناس ويطرح حلولًا لقضايا مجتمعية معقدة مثل قضية الكلاب الضالة، والفقر، وحياة المشاهير المزيفة، وغيرها من قضيا المجتمع.إن مسيرة حلا الديري هي قصة نجاح تحفز كل من يطمح إلى تحقيق شغفه. إنها دليل حي على أن الإيمان بالذات والمثابرة على تطوير المهارات يمكن أن يفتح أبوابًا لم تكن في الحسبان، وأن الرسالة الحقيقية لا تقتصر على مهنة واحدة، بل يمكن أن تتخذ أشكالًا متعددة لتصل إلى أكبر عدد من الناس. لقد أثبتت حلا أن الإعلام يمكن أن يكون واجهة للفكر والوعي، وأن المرأة العربية قادرة على أن تتألق في كل المجالات، مهما كانت التحديات.من قاعة التدريس كمعلمة إلى استوديو الإعلام.. حكاية نجاح ملهمة لحلا الديري

مدار الساعة ـ