أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات وظائف للأردنيين مجتمع أحزاب مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية الموقف شهادة جاهات واعراس مناسبات مستثمرون جامعات بنوك وشركات دين اخبار خفيفة رياضة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

راصد إربد: مقابلة ناجحة بامتياز… معالي حسين الصعوب في نيران صديقة

مدار الساعة,مناسبات أردنية
مدار الساعة ـ
حجم الخط

راصد إربد - من النادر أن تحظى مقابلة إعلامية بإجماع المشاهدين على أنها مقابلة ناجحة بامتياز، لكن ما قدّمه معالي حسين الصعوب في ظهوره الأخير عبر برنامج نيران صديقة كان مثالاً على الحوار الهادئ، الموزون، والمُشبّع بالمعرفة والخبرة العملية.

منذ اللحظة الأولى، لمس المتابعون حالة خاصة من الثقة والاتزان، حيث لم ينجرّ الصعوب إلى أي انفعال أو جدل عقيم، بل اختار أن يطرح أفكاره بلغة هادئة، بعيدة عن المزايدات، قائمة على الوضوح والشفافية. هذه السمة وحدها تكفي لتكشف عن شخصية اعتادت العمل بروح المسؤولية لا بروح الاستعراض.

اللافت أن المقابلة لم تكن مجرد أسئلة وأجوبة روتينية، بل بدت وكأنها مناظرة فكرية عميقة، جسّد فيها الصعوب تجربة رجل دولة يعرف تفاصيل الملفات، ويقدّم قراءته للواقع بلغة مباشرة، دون التفاف أو غموض. وقد منح هذا الأسلوب المشاهد شعوراً بأن ما يسمعه ليس مجرد تصريحات عابرة، بل خلاصة تجربة ورؤية استراتيجية.

نجاح الصعوب في هذه المقابلة جاء أيضاً من طريقته في إدارة الحوار مع المذيع؛ فهو لم يتردد في الرد على الأسئلة الصعبة، ولم يكتفِ بالشعارات، بل قدّم إجابات واضحة مدعومة بالمنطق. والأهم أنه لم يقع في فخ التبرير أو التهرب، بل ظهر حاضراً بالمعرفة، وصادقاً في الطرح، وهو ما عزّز مصداقيته لدى الجمهور.

كثير من المتابعين علّقوا بأن ما ميّز المقابلة هو أن الصعوب تحدث بلغة الناس لا بلغة النخبة المعقّدة؛ لغة سلسة قريبة من الشارع، لكنها في الوقت ذاته عميقة ومدروسة، مما جعلها تصل إلى مختلف شرائح المشاهدين. وهنا تبرز قوة الشخصية الإعلامية حين تقترن بالخبرة السياسية والإدارية.

ولعل الأهم في هذه التجربة أن المقابلة أظهرت مدى الحاجة في إعلامنا لشخصيات قادرة على الحوار الراقي، الذي لا يقوم على الصراخ أو التصادم، بل على طرح الفكرة ومناقشتها بعمق. فقد قدّم الصعوب نموذجاً عملياً في كيفية مخاطبة الرأي العام بعقلانية وهدوء، بعيداً عن المبالغة أو الاستعراض.

في المحصلة، يمكن القول إن مقابلة معالي حسين الصعوب في نيران صديقة لم تكن مجرد ظهور إعلامي عابر، بل كانت درساً في فن الحوار، ورسالة واضحة بأن الكلمة المتزنة أقوى من أي ضجيج. لقد نجح الصعوب في أن يترك بصمة إيجابية، وأن يثبت أن السياسة حين تقترن بالحكمة والهدوء تصبح أقرب إلى الناس وأكثر تأثيراً.


مدار الساعة ـ